الحبيب حمام
بقينا نعشق الشعارات والخطابات ونستهين بالإنسان: كاسترو مقاوم للإمبريالية والحال أنه :
1. اختلف مع صديقه شي ڨيفارا الذي عارضه في تقلد حكم كوبا. ڨيفارا قال له: لم نقاوم الإمبريالية من أجل تقلد المناصب.
2. تركه وحيدا دون دعم حتى قُتل، لأن شي ڨيفارا أخذ موقفا من الاتحاد السوفياتي.
3. في زمانه ارتمى جزء كبير من شعبه في قوارب الموت، ووصل منهم إلى الشاطئ مليون ونصف. إذا كان السوريون معظمهم فرّ عبر البر إلى تركيا والأردن، فإن كوريا جزيرة، وخاطر ربع أهلها، وارتمى في البحر زمن كان كاسترو يُشبعنا خطابات رنانة.
4. بلد سياحي، مستواه تحت الصفر، بحيث بألف دولار كندي (كانت محرّمة على الأمريكان إلى زمن قريب) تعيش ملكا لأسبوعين، هذا المبلغ الزهيد يغطي كل شيء، وإذا كان الطقس سيئا أعادوا للسائح أمواله.
الإنسان الكوبي تحت الأرض، ونحن نمجّد مقاومَ الإمبريالية، صاحب الخطب العصماء. وفي الآخر مات تاركا لشعبه أخاه، فاعلا كما تفعل النظم العشائرية المتخلفة، الحيوانات المنوية تختار الحاكم المُقبل بدل الشعوب. ضاع الإنسان وبقيت الشعارات تُخدرنا، مرض انتشر حتى بين الفايسبوكيين التونسيين كذلك. نيسينا مبدأً إسلاميا إنسانيا: الأمور بمآلاتها.