ولست سعيدا بحرائق الكيان الصهيوني الغاصب.. والثأر الحضاري لا يحتاج وجدانا خرافيّا.
للنّصر الإلهي شروط معلومة لم تتحقّق في شعوبنا بعد ولذلك تأخّر النصر.
ولا أريد بقولي هذا أن أفسد فرحة زائفة وعابرة بحرائق نشبت في الأراضي الفلسطينيّة المغتصبة لأنّ هذا الفرح الزائف يخفي حقائق الهزيمة التي عشناها سبعين عاما من عمر هذا الكيان الغاصب.
الكيان الصهيوني الغاصب هو الأقوى عسكريّا في المنطقة في حين جمّع طغاة العرب خردة السّلاح لقتل الشّعوب المقهورة.
الكيان الصهيوني الغاصب هو الأقوى اقتصاديّا في حين ذهبت أموال أثرياء العرب لملاهي الغرب وفنادقه الفخمة.
الكيان الصهيوني الغاصب هو الأقوى علميّا في حين تحتلّ جامعاتنا أسفل الترتيب العالمي في تصنيف الجامعات.
ما فعله طغاة العرب بشعوبهم لا يضاهيه إجرام في التّاريخ الإنساني وحجم الظلم الذي سلّطه الطغاة من الأمراء والرؤساء والملوك والسلاطين لا يبلغه خيال الشياطين.
الكيان الصهيوني الغاصب غزا أسواق العرب ومستشفياتهم وحقولهم بالبضائع المصنّعة في مصانعه ومختبراته في حين تكتفي الشعوب العربية بالاستهلاك المريح.
فلسطين الأرض والشعب والتاريخ والقضيّة اختفت من البرامج التربويّة ولا تكاد تسمع إجابة صحيحة من تلميذ حين تسأله عن فلسطين.
فلسطين الأرض والشعب والتاريخ والقضيّة هي مجرّد شعار رفعه كلّ الطغاة في مختلف البلدان العربيّة.
فما الفرق بين مجرمي مصر وطغاتها ومجرمي الكيان الصهيوني الغاصب ؟
وما الفرق بين مجرمي سوريا والخليج ومجرمي الكيان الصهيوني الغاصب ؟
المعركة معركة حريّة ووعي ومعركة علم وفكر..
أيّها العرب الأغبياء لا تنتظروا الحرائق وقد قتلتم الإنسان فيكم.
أيّها العرب الأغبياء لا تنتظروا الحرائق وقد قتلتم فلسطين في وجدان أبنائكم.