صادق شعبان يكذب عندما ينكر علمه

شكري الجلاصي
إعتذار السيد صادق شعبان عن إنتهاكات حقوق الإنسان يصبح مشوّه عندما يقول أنه وأغلب رموز النظام السابق لم يكونوا يعلموا بالتفاصيل،
هو بالذات يكذب عندما يقول ذلك وهو الذي كان وزير عدل وتصله مراسلات المنظمات الحقوقية، تقارير المجلس الوطني للحريات والرابطة التونسية لحقوق الإنسان وجمعية مقاومة التعذيب ومنظمات هيومن واتش وأمنستي والرابطة الدولية كانت تصدر دوريا وتشهِّر بعمليات التعذيب وتذكر تفاصيل ما يقع وكانت كذلك صحف الموقف والجرأة والبديل ومواقع المقاومة الإلكترونية وراديو كلمة تنشر بصفة دائمة حالات الإنتهاكات والتعذيب والهرسلة والتضييق وهوية الضحايا والجلّادين،
وكانت كل حكومات الإستبداد على علم بذلك وبأدق التفاصيل ولا يتركوا سطر ولا كلمة واحدة من منتقديهم ومخالفيهم إِلَّا ويتمحصّون ويدقّقون فيها جيّدا ويحرصون على محاصرتها لكي لا تتسرّب لآذان ومرأى الرأي العام،
كانوا يصادرون الصحف والنشريات التي تصدر في تونس ويمنعون طباعتها وتوزيعها ويحجبون مواقع الإنترنت المعارضة للنظام لما تحتويه من حقائق تكشف إنتهاكات حقوق الإنسان،
كانوا يعلمون أوٌل بأوّل عن لقاءات وتحركات وتنقلات الحقوقيين والمعارضين في الداخل وينصبون لهم دوريات تفتيش في الطرق السيارة لعرقلة تنقلاتهم وهرسلتهم وإيقافهم وكانوا يتابعوا نشاط المعارضة خارج الوطن ويرسلون لهم الباندية والمنحرفين لإفساد لقاءاتهم والتشويش عليهم ثم ينتظرون عودتهم لارض الوطن ليتم إعتقالهم في مطار تونس قرطاج ومصادرة ما لديهم من كتب ووثائق وبيانات وتلفيق التهم لهم باطلا وسجنهم (مثال : سهام بن سدرين وأم زياد)،
وكانوا إمّا يسحبون جوازات سفر الناشطين والمعارضين ويمنعونهم من مغادرة الوطن والسفر للمشاركة في الملتقيات الحقوقية الدولية، أو يمنعون ضيوف حقوقيون أجانب من دخول تونس أو التضييق عليهم إن سمحوا لهم بالدخول…
لقد كانت سياسة ممنهجة وسياسة دولة فاسدة وكل من شارك بن علي في الحكم كان يعلم بذلك جيّدًا !

Exit mobile version