زهير إسماعيل
لم يعد “يليق” بهم أن نسميهم “المنظومة القديمة”… شهادات الضحايا تكشف أنّنا أمام “منظومة” مدعومة بـ”ثقافة” و”إعلام” و”مال” و”إدارة”… اليوم، “منظومة التعذيب” مدعومة بـ”منظومة إعلاميّة” و”منظومة ثقافيّة”، هذا الظاهر على الأقلّ… ولقد برزت بعض الوجوه من هذه المنظومات لتبرّر التعذيب، ليلة بكى الشعب التونسي ضحاياه من مختلف العائلات السياسيّة بالدمع نفسه والصدق إيّاه…
هذه المنظومات تتراجع أمام سوء تقديرها لمسار العدالة الانتقالية وسيلها الجارف، وترتدّ نسبيا إلى جحورها. وكان يجب أن يخرج الرئيس لكي يخطّ نهجا آخر سيتبعونه ويضع سقفا جديدا يلتزمون به إلى حين… وسيجتهدون في أن يخرجوا بأقلّ الأضرار ويحمون بعضا من رؤوسهم ويضحّون بالبعض الآخر.
دعم مسار العدالة الانتقاليّة اختيار وبرنامج مرحلي… يجب أن يفضي إلى تفكيك “منظومة التعذيب” والمنظومات الداعمة لها ولاسيّما منظومة عبد الوهاب عبد الله التي أجرمت في حقّ مرّتين… ويتواصل إجرامها في حق الشعب والدولة والثورة.
من علامات تفكك منظوماتهم قبل وقوفهم جلاّدين يعترفون بما اقترفوا ويطلبون العفو، خروج شهادات مدويّة من بينهم طلبا للخلاص الفردي أو ليقظة الضمير، ستسرّع تفكيك منظومة التعذيب وأحزمتها الداعمة..
قفوهم فإنّهم مسؤولون…