زهير إسماعيل
أحضر جلسة الاستماع العلنية لضحايا التعذيب وانتهاك الحقوق… أكتب هذا البوست بصعوبة من القاعة فشاشة الهاتف غائمة… أكتب من وراء الدمع… ترتجف المفاصل ويقشعرّ البدن ويجف الريق أمام أم الشهيد وهي تعلّم الدنيا وتقرأ عليها من سفر الثورة… ثورة بلدات الداخل المنتفضة… الثورة التي أفسدتها نخب السياسة لتقف الليلة صاغرة أمام هذه الأم الحمراء..
أمّ الشهيد قدّمت التشخيص الدقيق… وقدمت في كلمات تامات برنامجا لخلاص تونس…
هذا يوم مشهود… تتزاحم الصور والذكريات، فيكون حال أشبه بفوضى الحواس..
المجد لشهداء تونس ولأجيال المناضلين والشرفاء…
لبنة ثابتة وُضعت في سبيل تونس الجديدة..
الشكر لأمهات الشهداء لقد أحييْن ما مات من الثورة في قلوب نخبها…
هيئة الحقيقة والكرامة تحقّق خطوة عملاقة على طريق العدالة الانتقالية
أمهاتنا …لقد جددتنّ ثقتنا في الله وفي الثورة…
ليلة مشهودة… شهادة سامي براهم التاريخية… كانت لحظة من زمن آخر امتزج فيها صدق اللهجة بحقيقة المعاناة وعذابات الجسد بعظمة الروح وهواجس الذات بكبرياء النفس… سامي براهم قيمة نبتت في تربة تونس الطيبة ورَبَت توقا إلى الحريّة والكرامة… شهادة جدّدت إيماننا بالثورة وبتونس معنًى يسع تنوعنا واختلافنا…
لم يغمض لي جفن… ولم تَطْرَف لي عين…جذل الروح…
جيلبار نقّاش… أيّها المعلّم الكبير… تكلّمتَ فقلتَ فيهم، في تاريخهم ورموزهم القول الفصل… ووقفتَ عند عجز ماضيهم الغابر عن الامتداد في حاضرنا الناهض… ولا معقّب على ما قلتَ… أنتَ البوصلة أيّها الشيخ الرئيس…