سأبدأ أنا أيضا جلستي العلنية في قناتي الخاصة الفايسبوكية
وليد القايدي
وأدعو كل الأصدقاء الذين مروا بفترات صعبة تحت الاستبداد أن يكتبوا عن بعض مما قاسوه..
ليعرف من لم يعرف من الشعب التونسي ما عاناه عشرات الالاف من المواطنين التونسيين طيلة سنوات.. وخاصة العشرين سنة الأخيرة التي سبقت الثورة..
ليكتبوا ويسجلوا فيديوات عما عانوه من الاضطهاد.. والتعذيب.. والتنكيل.. والمحاصرة.. والتشريد.. وقطع الارزاق…
لم أتعرض شخصيا لانتهاكات جسيمة مثل غيري الذين قتلوا بالرصاص!!.. او ماتوا تحت التعذيب!!.. او أصابتهم اعاقات دائمة بسبب التعذيب او بسبب السجن لمدة طويلة بلا رعاية صحية!!..
لم اتعرض للتعذيب مثلما تعرض غيري.. الذين تعرض بعضهم للاعتداء الجنسي!! نساء ورجالا!! في مقرات الامن!! التي تحولت بفضل الاستبداد الى مقرات للرعب والخوف والوحشية والحيوانية!!.
لم أتعرض مثل غيري بتعرية زوجته امامه وامام الامنيين!! المكلفين بالتحقيق والتعذيب!! واغتصاب بعضهن فعلا!! وتهديد الأخريات بالاعتداء!!.
لم أتعرض مثل غيري للتعذيب بالضرب على المناطق الحساسة في الجسم!!.. بالعصي!! وبالصعق الكهربائي!!. وبإدخال القوارير والعصي في الدبر!! وبالحرق بأعقاب السجائر على كامل الجسم!! مع التركيز على الاعضاء التناسلية!!..
لم أتعرض مثل غيري للتعذيب بالتعليق مثل الدجاجة الروتي!! وهو عار كما ولدته امه!! مع الضرب بالعصي والخراطيش!! مع الرش بالماء البارد في عز الشتاء!!..
لم أتعرض مثل غيري لانتهاك حقوقه وكرامته الإنسانية ممن قضى أكثر من عشر سنوات في سجن انفرادي!! لا يكلم أحدا ولا يكلمه أحد!! صم بكم!! او هكذا أرادوا له!!..
لم أتعرض مثل غيري لانتهاك حقوقه وكرامته الإنسانية ممن قضى قرابة عشرين سنة في السجن من أجل رأيه!! ويتم نقله من سجن الى سجن كل فترة!! وكل سجن أبعد من الذي قبله!! حتى يُحرم من زيارة عائلته!! يعني سجن مادي وسجن نفسي وقطع أرحام!! وغربة على غربة في بلدك!!..
لقد سرحت دون ان اشعر!! وقد بدأت المنشور مبتسما.. واستفقت وأنا متألم!! مما عاناه الكثير من أبناء الشعب التونسي..
واكتفي بهذا الآن..
لنكتب.. ونسجل للتاريخ.. وللاجيال.. حتى لا ننسى.. وحتى لا يعود الظلم مرة أخرى..
نسامح لكن لا ننسى.. نتجاوز لكن لا لعودة الاستبداد..
#جلسات_الاستماع_العلنية
#تونس_تستمع_إلى_ضحايا_الاستبداد
#هيئة_الحقيقة_والكرامة