فجر جديد

عبد القادر الونيسي
تستيقظ هذا الفجر وسعادة تسري في جسدك. تغمرك، تملأ سمعك وبصرك. تذكرك بفجر آخر، فجر يوم 15 جانفي، تذكرك بأول فجر بعد خروجك من السجن، نفس خفقات القلب ونفس الفرح الطفولي وكأنك لم تحمل هما في حياتك قط.
الصلاة هذا الفجر تتجلى فيها الآيات والمعاني كما لم تتجلى في غيرها.
وأنت تقرأ في الركعة الأولى “إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ” فتحمد الله على أنه مازال فينا أهل الاستجابة.
وتقرأ في الركعة الثانية “إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا” فتغشاك السكينة وتحس أن الله معك ولن يضيعك.
وجوه إخوانك هذا الصباح أجمل وأبهى زادها الفرح نضارة واشراقا.
تعود بك الذاكرة إلى ذات يوم من خريف 2012 وأنت تزور أهل سعيد والوحيشي وعبد الوهاب… تتذكر الحزن في عيون الأم والزوجة والأطفال وجو الكآبة والإحساس بالقهر والظلم الذي يسيطر على الزمان والمكان فتستجمع بعض الكلمات المتلعثمة للتبشير بالفرج القريب. تتذكر كل هذا فتتبسم وكأنك تنظر إلى تلك البيوت وقد أضاء نورها. تسمع دعاء الأمهات وفرح الزوجات المكتوم وضحكات الأطفال التي تملأ المكان فتبتسم ثم تبتسم.
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}.

Exit mobile version