لماذا سيفشل الرهان على ثورة مسلحة في مصر ؟
باختصار، هناك ثلاث عوامل تمنع قيام ثورة مسلحة في مصر:
1. التنوع الديموغرافي، فأهل الدلتا يتسمون بثورية حنجورية تسقط ببساطة أمام القوة، وأهل جنوب الصعيد يتسمون بعصبية قبائلية وقوة غاشمة لكنها مستكينة تتعايش مع السلطة، وأهل سيناء برغم اشتراكهم مع أهل الصعيد في القوة والعصبية إلا أنهم لا يبلغون الحجم الكافي ولا الدوافع القوية ولا الإمكانية اللازمة للقيام بثورة مسلحة، في حين يتسم أهل المدن الحضارية (القاهرة الكبرى ومدن القناة والاسكندرية) بميكافلية نفعية، وأخيراً سكان شمال الصعيد (المنيا، بني سويف، الفيوم) يمكن أن نطلق عليهم سكان الخصائص الناقصة، فهم أقل ثورية من أهل الدلتا، وأقل قوة وعصبية من أهل الجنوب وأقل نفعية من أهل القاهرة ولذلك هم أكثر المتضررين منذ 25 يناير.
2. غياب الجوار القبائلي، فليس هناك عصبية قبائلية أو عرقية قوية مشتركة مع دول الجوار (مثل تواجد الأكراد في العراق وتركيا وسوريا وإيران) يمكن أن تدعم قبائلها بالمال والسلاح واللوجستيات اللازمة حال القيام بثورة مسلحة.
3. وجود جماعة الإخوان المسلمين كتيار سياسي قائد للقاعدة الشعبية الأكثر تنظيما في مصر، وذلك لما تتسم به الجماعة من نظرة سياسية إصلاحية تتماهى مع المنظومة العالمية وتحاول الحفاظ على هذه الصورة أكثر من محاولة تنفيذ مشروعها السياسي.