سأنتظر تداعيات نهاية أمريكا
تنويه:
بمناسبة إعلان فوز الرئيس الامريكي الجديد اؤكد ان مصيري كمواطن ما زال مرتبطا أكثر برئيس شعبة التجمع المنحل وبالعمدة رغم مرور ستة سنوات على الثورة،
لذا أنا أرفع التهنئة إلى هؤلاء لانهم اثبتوا انهم اقوى من رئيس امريكا لا يتزحزحون ولا يبدلون
(انتهى قف)
مع فجر كل انتخابات أمريكية تعلو مؤشرات ثرثرة المحللين عندنا في اتجاه،، نحن وأمريكا،،
بمعنى التغييرات المتوقعة التي سيجلبها الرئيس الجديد معه خاصة في ما يسمى الشرق الاوسط، وفي علاقة امريكا بحكامنا، وفي علاقتها بما يسمى الإسلام السياسي وفي علاقتها بمستقبل الشعوب…
هنا يمكن استحضار بعض الأسئلة البريئة:
– هل نحن من يحدد إتجاه هذه العلاقات أم أمريكا ؟
– هل تغير حالنا ذات مرة بتغير رئيس امريكا،
وبالمناسبة حصل ان غيرنا رؤساءنا ولم يتغير حالنا غيرنا أربعة رؤساء في تونس خلال أربع سنوات ولم يتغير حالنا، وان حصل تغيير ففي اتجاه مزيد من الكوارث،
هل يجوز الحديث عن العلاقات الامريكية التونسية ؟ اكيد ان الجزء الاكبر من الحملات الانتخابية للمترشحين قد دارت حول مصير هذه العلاقة، وبما ان اغلب الناخبين لم يسمعوا ببلد اسمه تونس من قبل، ومن سمع بها عرفها عبر رسالة البوعزيزي حتى حصل وان تحول نشيد “الشعب يريد” إلى وول ستريت،
ولكن لا احد كان يتوقع ان الرئيس الأمريكي يقيم حفل عشاء على شرف رئيس تونس على هامش قمة دولية اجتمع فيها رؤساء العالم،
ولا أظن أوباما لم يتلق تقريرا في آخر أيامه عن كمونة جمنة
أمريكا طبقا للمعاهدات الجارية وبعد المد الثوري أصبحت حليفا استراتيجيا لتونس ومعنى ذلك غير معروف، الى درجة ان مجلس نواب الشعب غير مطلع على المعاهدات المبرمة، وربما وزير خارجيتنا ليس على اطلاع كاف على الموضوع ولا يتوفر على نسخة من المعاهدة،
اما وزير الدفاع فمعني باتفاقيات أخرى من ضمنها ان تونس شبه عضو في الحلف الأطلسي وقد يجد الخبراء صعوبة في إيجاد التعبير المناسب لوصف وعنونة صيغ هذه العلاقة،
اعود الى الرئيس الجديد في أمريكا لاقول اني أتجنب التعليق على هذا الخبر لأن النظام السياسي في امريكا يحتار فقهاء القانون العام في تصنيفه لأنه ليس برلمانيا ولا رئاسيا ولا مزدوجا، وانا اتفق في هذا الصدد مع الفقهاء الذين يطلقون على النظام الأمريكي مصطلح نظام الشركة، اي ان الرئيس الامريكي أشبه برئيس مدير عام شركة، بدليل انه لا يوجد وزراء في امريكا بل كتاب عامين او كتاب دولة أشبه بالتكنوقراط،
وفي نظام الشركات التي تهدف بالضرورة إلى الأرباح لا يتغير منتوج الشركة بتغير الرئيس، وقد يتغير الاسلوب او السياسة الترويجية ولكن المنتوج هو نفسه والأهداف لا تتغير، كذا الشأن بالنسبة لرئيس امريكا، الفرق في أسلوب ترويج السياسة الامريكية اما المضمون والأهداف فهي لا تتغير،
وهذا ما جعل فقهاء القانون لا يميلون إلى تصنيف الرئيس الأمريكي فبالرغم انه يملك صلاحيات واسعة في السياسة الخارجية إلا ان الكونغرس هو في الحقيقة من يحدد هذه السياسة على ضوء المصالح والاطماع الامبراطورية لامريكا، كما لا يخفى ان لوبيات المال هي من تصنع الرئيس ولا يهم مؤهلاته واتجاهاته وحزبه ودينه ولون بشرته، المهم هو تنفيذ السياسة الأمريكية الخاضعة بالضرورة للوبيات المال وللصهيونية.
لقد حكم امريكا رؤساء بمؤهلات دنيا لا تمكن صاحبها حتى من شغل ساعي بريد، الم يكن رئيس امريكا منحرفا ومدمن كحول، او ممثل سينما، او شاب بسيط، او مواطن اسود مسلم ابوه من كينيا… كل هؤلاء يتم وضعهم في القالب وتأهيلهم للقيام بما يجب القيام به لصالح الحكام الحقيقيين للعالم،
وبالموازاة مع فقهاء القانون هناك بعض فقهاء دين يعتبرون أمريكا دار حرب وقد يحتار هؤلاء ايضا في امر أمريكا لأن دار الحرب أصبحت تتفنن في صناعة الجهاد في دار الإسلام،
امريكا آخر اكتشافات العالم الجغرافية، واحدث موطن للحضارة الإنسانية، وامريكا بالمحصلة، هي من يملك ازرار الحرب الكونية القادمة، ان لم تكن انطلقت، في قرن سيشهد نصفه الأول آثارا فظيعة في التغيرات المناخية والبيئية، وسيشهد اكبر عدد من ضحايا الحروب في التاريخ، وسيشهد فوضى انتشار وانفجار المعلومات وأجيال مستحدثة من الحروب الجديدة،
هل يوجد شيطان اكبر وشيطان أصغر ؟
في اعتقادي، الجواب لا، بل توجد امريكا لا تكبر ولا تصغر وستبقى امريكا الى ان تسقط وتتداعى دفعة واحدة لتدخل الإنسانية طور ما بعد أمريكا وبناتها..