روسيا تعلن الهدنة ولا من مجيب
بلغيث عون
رئيس الوزراء الروسي ميدفيديف يصرح أنه من الممكن تشكيل حكومة من دون الأسد إذا قرر السوريون ذلك، وهو تغير واضح في الخطاب الروسي…
يأتي ذلك في الوقت الذي تخور فيه قوى روسيا في حلب تماما ويبدو الحل العسكري بعيد المنال: كان توقع روسيا قدرة النظام الإجرامي والميليشيات الطائفية على إنجاز ميداني ما. للأسف ما يجري ليس فقط فشل الميليشيات بل وتقدم معاكس للمقاومة الشرسة. بالمقابل القصف الجوي لم يأت أكله بل تحول على العكس إلى كارثة على روسيا، الصورة البشعة التي جناها الروس كمجرمي حرب بلا نتيجة تذكر.
من ثمة ما لاحظناه من ظاهرة مضحكة: روسيا تخاطب نفسها حول الهدنة (وجناحها يرد عليها) ولا يعبأ بها أحد، تمدد الهدنة تلو الهدنة وتعلن التهديد تلو التهديد وتتوقع النتائج ولا من مجيب. أخيرا تقرر وحدها الإستمرار في الهدنة إذا لم تهاجم الفصائل المقاتلة ليواصل النظام مع ذلك قصفه.
الإرباك الروسي الشديد واضح جدا، والسبب أيضا واضح: لم يعرفوا أنهم يقاتلون شعبا حرا وأنهم يصنعون مجد روسيا في غير موضعه.