الطبيب الصيني والطبيب التونسي
كثر الحديث هذه الأيام عن الوفد الطبي الصيني الذي حل بمدنين للعمل في المؤسسة الاستشفائية العمومية كنتيجة لامتناع الأطباء التونسيين عن العمل بالمدن الداخلية. ان الصين “الشقيقة” ارسلت وفي نفس اليوم أبناءها لمعالجة مرضانا وفقرائنا في كل من سيدي بوزيد والقصرين وربما قبلي وتوزر وجندوبة والكاف وسليانة!!!
ميزة الطبيب الصيني الانضباط المطلق والجدية التامة. لا يتأخر في إجابة الطلب عندما تطلبه لحالة استعجالية.
لا يقضي ليلته في المبيت الجماعي المخصص لهم.. بل يكون على عين المكان لكي لا يتأخر في الحضور.
يقدسون العمل ولا يعرفون “التكركير”.. إذا جاءه مريض يستحق عملية فورية في ساعات الليل الاخيرة.. لا يتأخر ويجريها بكل نشاط. على عكس الطبيب التونسي (بدون تعميم) الذي إذا طلبته بعد منتصف الليل، اذا لم “يشتمك” يقول لك تصرف “برولو” بأي تحليل أو تصويرة حتى الصباح. اما العمليات الجراحية فمَنْ مِنَ الاطباء التونسيين يجري عملية بعد منتصف الليل.. بل كيف ستُجرى والطبيب المختص يرقد في فراشه بمنزله وترك نيابة عنه طبيباً طالباً لا بقدر على أخذ قرار.
وأختم مقالتي بقصة الطبيب التونسي المختص في طب وجراحة العيون والذي كان في حصة استمرار وكان عندها في “مقهى الليبي” يلعب الورق، وأرسلنا له سيارة لمنزله لجلبه لمريض دخلت عينه شظية معدنية.. اختبأت الزوجة ولم ترد على جرس المنزل.. وعاد السائق بخفي حنين.. فطلبت الطبيب فإذا هو بمقهى والضجيج من حوله مرتفع.. أجابني “تصرف اغسل له عينه.. اعطه قطرات حتى الصباح.. وفي الصباح سأزيل له الشظية”.. ومن الغد لم يأت الا في الساعة الحادية عشرة.. وسجلت له الإدارة حصة استمرار بـ 120 دينار!!!
وهذا السلوك لا يختلف عن ذاك الطبيب الذي يأتيه المدير الجهوي ليلا وخلال حصة الاستمرار ليأخذه معه ليسكرا معا حتى ساعات الفجر الاولى (حدث هذا بعد الثورة في 2011 و 2012) أما المدير الجهوي الذي عين بعده فكان يأتي للمستشفى ليأخذ “رابع” ليكتمل النصاب لطرح “رامي”!!!
طبيب تونسي