أفلام “للكبار” لتلاميذ المدارس الإبتدائية

إبراهيم الحجلاوي

تربية ناقصة ثقافة أم ثقافة ناقصة تربية

منذ بداية الأسبوع، أخبرتني ابنتي التي تدرس بالمدرسة الابتدائية الفارابي بحي الغزالة أريانة أن المدرسة تنظم رحلة مجانية لتلاميذ الخامسة والسادسة فاستبشرت خيرا. خاصة وأني اجتمعت مع السيد المدير منذ خلال الأسبوع الماضي ولمست منه صدق المربي وعزمه على تكوين جيل سليم.

يوم الأربعاء مساء أعطتني ابنتي ورقة قالت ان الادارة تطلب مني امضاءها. قرأتها فإذا هي ترخيص أبوي لإدارة المدرسة باصطحابها الى المركز الثقافي والرياضي بالمنزه السادس لمشاهدة فيلم في إطار أيام قرطاج السينمائية. وقعت الترخيص وتركته معي الى الساعة الصفر. اصطحبت ابنتي الى المدرسة يوم الخميس على الساعة الواحدة ظهرا ووجدت الحافلة في الموعد. دخلت المدرسة وسألت بعض المربيات عن عنوان الفيلم فأجبن أنهن يجهلن عنوانه ولكن الأكيد أنه فيلم موجه للأطفال. أعطيت الترخيص لابنتي لاستكمال الاجراءات وعدت الى سيارتي التي ركنتها مباشرة وراء الحافلة. تتبعت الحافلة من حي الغزالة الى المنزه السادس وركنت سيارتي خلفها مجددا.

تواصلت مجددا مع الاطار التربوي المصاحب خلال انتظارهم فتح أبواب قاعة العرض وأعلمتهم أني سأتولى مصاحبة ابنتي الى المنزل بعد العرض مباشرة الى المنزل دون الحاجة الى العودة مجددا الى المدرسة. فتحت القاعة أبوابها ودخل التلاميذ فبقيت أحتسي قهوة في انتظار انتهاء الفيلم وإذا بي أفاجأ بالتلاميذ يغادرون القاعة بعد مدة قصيرة نسبيا. التقيت ابنتي وسألتها كيف كان الفيلم فأجابت أنهم لم يكملوه لأنه اتضح أنه للكبار. سألتها عن عنوانه فقالت انه “بالشنوة”.

ولأني للأسف كمعظم التوانسة، اسبق الخير ففسرت الأمر بسوء التنظيم وقلت “يا مزين بالعراء، أشنحوالك بالمضمون؟”. لكن ما تداولته المواقع الاجتماعية بعد ذلك من تكرار هذه الكارثة في أكثر من مكان وأكثر من توقيت وبأكثر تفاصيل يثبت شيئين:

1. الشكر موصول الى الاطار التربوي للمدرسة الابتدائية الفارابي بحي الغزالة لتحليهم بالمسؤولية التربوية وايقاف المهزلة.

2. الخزي والعار لادارة المهرجان ووزارتي الثقافة والتربية بوزيريهما وبرئيس حكومتهما ان لم يتدخل لمحاسبة الجميع دون استثناء الوزيرين.

أخيرا وليس آخرا، ونحن نحتفي ونحتفل ونهلل ونستبشر بانتخاب أول مجلس أعلى للقضاء يؤسس لسلطة قضائية فعلا مستقلة، نرجو أن تتحرك النيابة العمومية لتوقف هذه الممارسات القذرة لمحاولة تغريب ناشئتنا وتمييعها باستهداف عقول أطفالنا. كما أمد يدي الى كل ولي أو مرب شريف شاهد على هذه المهزلة ومحام غيور على مستقبل أبنائنا الى مقاضاة كل الذين يكشف عنهم البحث. كما أحث نواب الشعب الى اثارة هذا الموضوع وطلب مساءلة الوزيرين وأدعو الصحفيين الشرفاء الى فضحهم في منابرهم.

وربي يعطي لأولادنا الوقت الطيب لنراهم ان شاء الله يرفعون رايات الوطن عاليا بين الأمم رغم كيد الكائدين.

Exit mobile version