بحري العرفاوي
أنا أعترف بفشل الإسلام السياسي وأعرف أسباب ذلك ولكنني لن أقول بنهاية الاسلام السياسي فذاك قول المهزومين أو قول من أصبح يشك في كون الاسلام دين ودولة وأصبح يعتبره مجرد شأن شخصي في علاقة عمودية بين الانسان وخالقه.
الاسلام العظيم دين الحياة والأمل والمحبة والعدالة والحرية والكرامة والجمال والفنون وهو دين العلم والقوة والعزة والحق والحقيقة. أن يخسر الاسلاميون أو المسلمون معركة الاسلام في مواجهة “العولمة” لا يعني تسليما بفشل الاسلام أو نهايته كرؤية متميزة للعالم والوجود والحياة والقيم وكنظرية في سعادة الإنسان واستقرار العمران البشري.
الاسلام السياسي ليس النهضة ولا حزب التحرير ولا الإخوان المسلمون… إنه تجربة تتكرر وتقاوم من أجل إدراك النموذج الأقرب إلى نجاح يُراكم إنجازاته باتجاه مستقبل أرقى وأنقى. السياسيون يقولون ما تقتضيه المرحلة ـ ونبرر لهم ـ نحن نقول ما تقتضيه الحقيقة ونُبَشر به.
لكل فشل مقدماته… ولكل فاشل فرص لمراجعة مساره ومعاودة الانطلاق… الإنسان هو الكائن الوحيد الذي كلما تهشمت عظامه حلقت روحُه وتوالدت أفكاره… قادمون أيها المستقبل قادمون.