تدوينات تونسية
أشواق التّونسيين
سامي براهم
كلّما سافرت إلى بلد عربي في ندوة أو مؤتمر سمعت من المديح لتونس وتجربتها ما يثلج الصّدر ويقرّ العين، بعد عودتي تسترعيني نفس خطابات التذمّر والتبرّم وعدم الرّضى…
إمّا أنّ أشقّاءنا لا يعرفون حقيقة الأوضاع في بلدنا، أو أنّهم يقيسون القليل الذي تحقّق عندنا بأوضاعهم المتردّية فيرونه كثيرا، أو أنّ التّونسيّ في ثورة دائبة لا يقنع بما يتحقّق، أو أنّ ما تحقّق دون المأمول بكثير،
أو أنّ في التجربة التّونسيّة أسرارا لا تُرى بالعين المجرّدة والعقل المجرّد وتحتاج الكثير من الحكمة لإدراك معانيها.
في كلّ الأحوال الرّضى بالموجود والقعود عن المنشود نكوص عن مسار الثّورة القائم والمتواصل بفضل الشّوق إلى الأفضل وروح الرّفض البنّاء ومقاومة تعويم مطالب الثّورة السّاكنة في الضّمير العامّ،