بلغيث عون
بتفكير غير مثقل بالوهابية وغير “معقد” منها وبعيدا عن ردود الفعل السياسية، الحديث عن الوهابية وتفريخ الإرهابية ريق بارد:
كل المعنى لهذا الكلام هو كونها ربما سبب غير مباشر لطبيعة الفكر الوهابي. أما كسبب مباشر فحديث فارغ لأن الإرهاب طال السعودية كما طال الجميع عدا الإمارات ربما و”إسرائيل”. ثم كسبب غير مباشر لم يبق شيء في العالم لم يشارك في صناعة الإرهاب ولم تبق إيديولوجيا من التي تتحكم اليوم بالشعوب لم تفرخ الإرهاب من الشيعة إلى السنة ومن اليمين إلى اليسار ومن الأصولي إلى الحداثي:
الإرهاب سببه الإستبداد، إذ كان ردا أعمى عليه ولا أرى شيئا يعمي البصيرة أكثر من الإستبداد. لا أحد يجهل أن أشرس الإرهابيين توانسة. كما أن المالكي في العراق والبعث السوري وما لف لفهم كانوا أفضل أرضية للإرهاب. ما علاقة الوهابية بهذا؟
والإرهاب سببه الإستعمار، ولن ينسى أحد سجن أبو غريب ووحشية الأمريكان في العراق. لا معنى للوهابية هنا. بالعكس كان المحسوبون على الفكر الوهابي هم الذين يقاومون إرهاب الإستعمار الأمريكي.
والإرهاب سببه الفساد، شراسة الثورات التي نعتت في تونس ومصر بالإرهاب ليس وراءها وهابية دفعتها بل الفساد والإمعان في الفساد والقهر.
والإرهاب سببه فشل الحداثة عن استيعاب الإنسان المعاصر وخاصة الشاب المعاصر. الذين دخلوا داعش من الأوروبيين ما علاقتهم بالوهابية؟ فقط هم منكسرون من فشل المدنية المعاصرة التي لم يجدوا فيها ضالتهم من التعبير عن ذواتهم.
وهلم جرا…
إلقاء الإرهاب على الوهابية هروب من المسؤوليات ومن عبء التفكير..