حليمة معالج
اليوم خذيت قرار جريء، وقلت يزيني من السياسة وانا كل يوم نبداها من شروقها لغروبها،
بالله اشنوة جنيت منها..؟
ما جابتلي كان وجع الراس.
وبديت نفكّر وين باش نهرب… وين باش نهرب..؟
هات نمشي لهاك الإذاعة المتروكة، إذاعة الثقافة،
وكان العمل هكاكة.
وإذا بيا قدام صوت يا لطيف، يبعث فيك الرعب منذ الوهلة الأولى، وتندم على هالعملة الكلبة اللي عملتها.
ومع هذا ما بدلتش الموجة، وصممت المواصلة رغم رداءة صوت المنشطة، وقلت في نفسي:
يا حليمة وسّع بالك، راهي الثقافة يلزمها ثمن، وأنت عندك برشة متبرنشية على السياسة وعلى الوقفات الاحتجاجية..
وياليتني ما واصلت،
وياريت الأمر وقف عند الفجعة من صوت المنشطة، على خاطر الضيفة كانت أفضع وأفضع،
الضيفة واسمها حياة اليعقوبي، قدمت ووخرت وبكل وقاحة قتلك : الامام في خطبة الجمعة وقت يقول تارك الصلاة كافر راهو قاعد يثير في الفتنة، وينمّي في الحقد، ويزيد في عدد الدواعش، وقاعد يعمل في السياسة
حاصيلو ما نخبيش عليكم تكونسيت
وقلتلها بالحق عيب عليه الامام، حقو يقول راهو تارك الصلاة من العشرة المبشرين بالجنة
بعدما قطعت كل أمل من الضّيفة، قلت في نفسي اكيد المضيّفة باش تتدارك الأمر وتصلح ما أفسدته حياة اليعقوبي، على خاطر مانيش حمل خيبتين وراء بعضهم
بصراحة برشة عليا
ولكن كيما يقول الفرنسي (جامي دو صون 3)،
واذا بآمالي تتبخّر،
وذا بهاك المنشطة واسمها أم الزين بنشيخة المسكيني، تدخل دخلة موش نورمال،
وعمّالي صوتها يزيد يلعلع، ويزيد سوء على سوء،
واللي خلاتو حياة اليعقوبي كملتو أم الزين اللي ما ابعد اسمها على صوتها وعلى الفاظها.
أم الزين سكتت الضيفة، وسيطرت على الوضع، وبدات تجيب وتجلّب، وتسيب في حقدها يمين ويسار، شمال وجنوب بشكل يخليك ترحّم على حمّة الهمامي، وعلى منجي الرحوي، وحتى على جون ماري لوبان.
حاصيلو ، ما نطولهاش وهي قصيرة،
فيسع بدلت الموجة، ولعنت بوالنهار اللي فكرت فيه نهرب من السياسة للثقافة في إذاعة تونسية
وكرهت اللحظة اللي تحطت فيها يدي على ازرار الراديو باش تبدل الموجة ونحل اذاعة قيل اسمها الثقافية، ولعنت جد بو الثقافة منين هبت ودبّت،
وشعفة يا داود لو كان ما زلت نعاود.
وتفكّرت هاك المقولة ” الثقافة يسارية أولا تكون”