إحسان علواني
قوة #ثورة_التحرير_الجزائرية تكمن في تجسيد كل أشكال المقاومة للمستخرب الفرنسي في سياق مستحيل.
فرنسا يومها لا تمثل القوة العسكرية والإقتصادية فحسب، بل كانت تمثل إضافةً إلى ذلك هيمنة ابستيمولوجية وثقافية ساحقة. هذه الهيمنة رسخت على مدى عقود فكرة انتماء الأرض والشعب الجزائري لفرنسا، البلد الأم، وأفضلية ذلك ومزيته. ولذلك لم يكن “الحركة” يعتبرون أنفسهم خونة، هم ضحايا سطوة ماكينة تزييف الوعي وبطشها الإبستمولوجي والواقعي.
زيادةً على ذلك، الزمن حينها في الأمة لا يسيطر فيه التخلف فحسب، وما يعنيه ذلك من غياب رمزية المقاومة الهووية والإنتماء للأمة، بل أيضاً كان زمناً المعلومة فيه جامدة غير سائلة سيولتها اليوم. وبالتالي فكل الظروف تشير إلى إستحالة واقعية ونظرية لاندلاع المقاومة… وخاصة لانتشارها وانتصارها.
الله أكبر، أي عزم وأي إيمان كان لدى تلك الثلة الأولى التي آمنت بالتحرير، ولدى تلك الجماهير رجالاً ونساءً حين قارعت الطغيان الكولونيالي بالتشبث بهويتها، والتصدي للغزو الثقافي والعسكري بزادٍ شحيح، وصدور عارية!
لهذه الأسباب وغيرها، الوزر مضاعف على من يهين الجزائر اليوم، ويتعدى على ذكاء شعبها. هل تخيل شباب التحرير يوماً أن يحكم الجزائر الحرة عصابة من جنرالات فرنسا، متحالفة مع الأربعين لصاً؟
__________
على الهامش، هذا أحد الأسباب التي تجعلني أبصق على شخصية “كارل ماركس” إذ احتقر حركة التحرير الجزائرية بتمركزه الغرباوي الاستعلائي الحقير.