تِسْلب الميت يا جدتي
أذكر فيما أذكر من قصص جدتي رحمها الله أنها ذات خريف ايام “الرخاء” حين كان الزوالي، زوالي غير ربع، قد قصت عليا حكاية “عمك عمر لمزمر” وكان رجلاً هزيلا عليلا اعياه كمد الحياة وضرب الجوع منه ملامح الآدمية فصار جثة بروح تنقصها روح…
وبعد عناء ومرارة اتجه نحو سي “إبراهيم” وهو رجل من خاصة القوم تلمح فيه الثراء باديا على “لحلوحته” وكتل الشحم التي تغطي سائر جسده رغم تلك الملابس المهترئه، ولكن الجميع يعلم أنه اغناهم بلا “صدور وثائق باناما” أو غيرها… المهم رفض سي براهيم طلب عمك عمر بالعمل عنده وأخبره انه سيعجز عن سداد أجره، وبما أن عمك عمر كان شبيه أعواد الشجر اليابس فقد رضي بأن يعمل مقابل اكله، وحتى هذه استكثرها سي براهيم وطالبه بأن يعمل يصوم اثنين وخميس (اثنين في واحد شامبو وبلسم من جهة سنة وثواب عند الله ومن جهة يكون ارفق لسي براهيم”… ومن هنا تصورت (جيعان يسلب في ميت).
أما بعد الترفيع في الضرائب وبعد تصاريح حكومة الشاهد حول ميزانية التقشف وبعد مرور السنين على قصص جدتي… استوعبت أن الميت سلبوه ولم يبقى للجيعان ما يسلب.