إبني يتابع المعركة الإنتخابيّة كشريط سينمائيّ
ابني الذّي لم يهتمّ بالانتخابات التونسية (في تلك الفترة لم يكن بلغ 18 ربيعا ثمّ لأسباب أخرى لا يفهمها سوى الشّباب فما معنى لديه أن ينتخب شيوخا في السّبعين والتسعين والبلد يعجّ بالشّباب 🙂 ) يتابع الآن المعركة الانتخابيّة الأمريكيّة بتفاصيلها ويمدّني بآخر الأخبار ويحيّنها في كلّ قت إلى درجة أنّي استغنيت عن أجهزة الإعلام الرّسميّة 🙂 . مع الأخبار يقدّم تحليله الخاص. يقول إنّنا أمام خيارين كلاهما سيّء. ولكن هناك السيّء وهناك الأسوأ. وأنّ الأسوأ هو ترامب الذّي يمثّل لديه كارثة حقيقيّة رغم اتّساع شعبيّته يوما إثر يوم. يروي لي كلّ الأخطاء والسّقطات التي يرتكبها ترامب. ويدهش للوعي الأمريكي الذّي يميل لرجل مثله ولا يغفل عن الحديث عن تأثير المال العميق والقويّ والمحدّد في الانتخابات وعن الثمانين بالمائة من الصّهاينة الذين ينوون انتخابه.
الجميل في كلّ هذا أنّه يجمع الفيديوهات التي تسخر من الطّرفين لنشاهدها ونمتلئ ضحكا قبل أن يقول لي: شيء عجيب هذه الانتخابات =D. ويميل خاصّة إلى الفيديوهات التي تنتجها فرق فنيّة معروفة يبدو أنّها تعمل لصالح هيلاري فتغرق في السّخرية من ترامب ويتحوّل المشهد إلى مشهد هوليودي كوميدي أحيانا تراجيدي أحيانا أخرى أو ببصمات هيتشكوكيّة وتشعر أحيانا بسخافة المشهد الاستعراضي الانتخابي وهذه الدّيمقراطيّة على الطّريقة الأمريكيّة التي شنّت حروبا ودمّرت بلدانا وهدّمت حضارات عريقة فقط من أجل ترويجها وتقديمها إلى العالم على ظهر دبّابة أمريكيّة كنموذج للحكم أمثل.
ابني يتابع المعركة الانتخابيّة كشريط سينمائيّ أو كمسلسل أمريكي يقدّم للاستهلاك السّريع تماما كأكلة الهامبارغر أو البيتزا أو الكوكاكولا. هكذا صنّعت السياسة في أمريكا لتصبح بدورها بضاعة للاستهلاك ولكنّه لا يخفي قلقه على المسلمين وحيرته من موقف بعض المسلمين في أمريكا الذّين يؤيّدون ترامب رغم أنّه يتوعّد بقطع الطّريق على المسلمين ومنعهم من دخول أمريكا.
أنتظر الانتخابات التّونسيّة القادمة لأرى هل سيهتمّ ابني بالانتخابات التّونسيّة القادمة أم لا؟ قد نحتاج هيلاري تونسيّة وترامب تونسي (يضع باروكة على رأسه =D ) يصنعان الحدث ويحوّلان المشهد الانتخابي إلى كوميديا ساخرة خاصّة أنّ قوى المال هنا لا تختلف عن قوى المال هناك فهي دائما المتحكّمة في المشهد الانتخابي الذّي تصوغه وفق مشيئتها وتحوّله بقوّة المال إلى فرجة أو لعبة. وهل يحكم العالم غير اللّاعبين والمتلاعبين؟