لا صرت مسيحي ولا علقت صليب على عنقي
عادل داود اوغلى
من سجل الذكريات (#أوراق_اﻷيام) :
في ربيع 1998م وعندما كنت في العاصمة الأردنية عمان رأيت إعلانا على جريدة محلية من قبل جمعية مسيحية مفاده :
(تتوفر لدينا نسخ من فيلم السيد المسيح باللغات اﻵرامية والإنكليزية والعربية والكوردية فمن رغب بالحصول على نسخة مجانية فليتصل بنا على العنوان التالي : … مع ذكر عنوانه بالتفصيل) !
قلت لا بأس لم لا أحصل على نسخة بالكوردية ؟
راسلتهم وبعد فترة وجيزة أرسلوا لي :
نسخة عن الفيلم بالكوردية
ونسخة عن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد باللغة العربية، وهي أول نسخة عربية أحصل عليها، إذ كنت قد قرأته سابقا بالعثمانية عن الترجمة الشهيرة عام 1666م للبلاط العثماني.
ودعوة رسمية لشخصين لحضور احتفال رسمي في 9 نيسان بعيد شهير عند المسيحيين، في قاعة في منطقة العبدلي عمان..
اتصلت برقم الهاتف المدون على بطاقة الدعوة فرد علي المطران…، فقلت له : سماحة المطران وصلتني منكم دعوة رسمية لحضور الاحتفال لكن أريد أخبركم بأنني مسلم ولست مسيحيا.. فقال لي بلطف : أهلا وسهلا إن كنت مسلما فلك مكانة خاصة عندنا تفضل !
وقررت الحضور لكن بعض أصدقاء دربي لعشرات السنين اعترضوا علي ونصحوني بأن لا أذهب..
قلت لهم : تذكرون الحروب الصليبية والمجازر المرتكبة ولم ينج مسيحيي الشرق من سيوفهم واختلطت دماء المسلمين والمسيحيين على أسوار القدس، هؤلاء شرقيون ويجاوروننا لقرون، فلم نترك الغرب يستغلهم ؟ ألسنا أولى بهم ؟
لكنهم لم يقتنعوا وطلبوا مني عدم الحضور ولم أقتنع أنا أيضا وقررت الحضور..
في يوم الحفل استقبلني المطران… بحفاوة ورحب بي وقبل أن يرسلني للمكان المخصص لي قال لي كلمات خالدات تكتب بماء الذهب :
(سيد عادل، نحن لا نخشى الإسلام والمسلم المتدين وعشنا بسلام معا 14 قرنا، نحن نخشى من أدعياء الإسلام، فهم أعداء لنا ولكم) !.
رب قائل يقول : كلام سياسي للاستهلاك !.
لكنها حقيقة وقد نطق سماحة المطران بالحق !.
عدت وتلقيت سيلا من الإتهامات من أصدقائي وسخريات وتهكم فمن قائل : صرت مسيحي ؟
وآخر يقول : مرحبا أبو جورج كيفك ؟
لا صرت مسيحي ولا علقت صليب على عنقي بل قمت بواجب أرى أنني يتوجب علي تقديم رسالة لكل فرد على وجه الأرض بأنني مسلم ولا أكره أحدا إلا الظالم ولو كان أخي من أبي وأمي !.