ثلاثة في برنامج تلفزي واحد لهم مواصفات واحدة
علمت من توي ان شفيق جراية اعتذر للصحفيين عما بدر منه امام صاحب برنامج “لمن يجرؤ فقط” المدعو سمير الوافي الموصوف بالغباء في التلفزة الخاصة بسامي الفهري وجماعته… وافهموا ما تريدون فهمه من كلمة وجماعته…
لقد قال شفيق بانه اشترى الصحفيين جميعهم… واستثنى واحدا… لا لأنه قد استعصى عليه على ما يبدو انما تركه لغريمه… وهو معروف… وعلل سي شفيق ما قاله بكونه كان “يفذلك”.
فماذا سيقول امام حاكم التحقيق عندما يوجه له تهمة ارشاء الصحفيين…
ومن المؤكد اليوم ان يتذكر الجميع معز بن غربية الذي صرخ عاليا في وجوه الجميع معلنا انه يعرف قاتل شكري بلعيد ومحمد البراهمي.. ثم حدثت تفاهمات… وانطلقت فضائيته بقوة المليارات وعاد من سويسرا التي هرب اليها لحماية نفسه من قتلة شكري بلعيد والبراهمي. هذا ما قاله على الاقل والا لماذا يهرب الى سويسرا لاعلان التهم الصارخة…
وفي المطار يوم عودته قال.. انا لا اعرف شيئا وكل ما قلته كان تحت تأثير النوبات العقلية التي جعلتني متلخبطا. ولم اعد قادرا على معرفة ما اقول..
وامام القاضي قال نفس الكلام وقدم وثيقة طبية تثبت انه مجنون.. وعصابي… وطبعا المجنون لا يعاقب على قول او فعل خارج القانون…
وخرج من مكتب القاضي مباشرة الى قناته ليوقع على عقود بالمليارات… ولم تتساءل السلط المختصة كيف لمجنون ان يتصرف في مليارات كثيرة ويوقع على عقود اعلانات ومقابلات كرة قدم بالمليارات… وهو مجنون رسميا لدى القضاء ووفق شهادة طبية…
والان سي شفيق جراية يقول بانه لم يقل ما قال الا للفذلكة… اه والله… الرجل اراد ان يمتعنا بطرائفه ونكاته… ومن طرائفه انه اشترى بماله كل الصحفيين.
على كل شفيق في قناة الحوار التونسي قال ما قال تحت تاثير قوة المنافسة لان الساحة السياسية والاعلامية تعرف ان المتصدرين للبلاتوهات في الشاشات والاذاعات يقبضون من جهة معينة يسميها الجميع وهذا الذي لا اسميه غريم لسي شفيق..
وعلى كل فمعروف الان ان الساحة الاعلامية كما الساحة السياسية موبوءة مثلها مثل الساحة السياسية ولن ينسى التاريخ لحظة واحدة ان الشعب قام بثورة عارمة بدماء ابنائه الشباب اسقطت ديكتاتورية عاتية وقذرة… الا ان جل اهل السياسة وجل اهل الاعلام وبعض رجال الثقافة وبالأسماء المعروفة وليس فقط في العموميات باعوا الثورة الى رجال الاعمال الفاسدين الذين كانوا مرتبطين بفساد بن علي واهله من عائلته وعائلة زوجته سيئة الذكر.. وطبعا تولى رجال الاعمال الفاسدين ضخ المال في شرايين المؤسسات الاعلامية وفي بطون بعض الاعلاميين وبعض المثقفين الذين تعرفنا على ما يريدون من خلال حماسهم لفائدة الفاسدين بدعوى خوفهم من النهضة التي اصبحت صديقتهم… جميع اولئك تآمروا على الشعب واعادوا المنظومة الفاسدة الى الصدارة لتقود البلاد…
وبالتالي ستلعنهم الثورة.. وسيموتون حاملين الى قبورهم لعنات الثورة وستبقى اللعنات تتبعهم مادامت تونس موجودة على وجه الارض فما فعلوه بالشعب ليس امرا هينا.. بل هو جريمة بكل المواصفات…
لقد افسدوا انتصارا تحقق بعد ستين سنة نضالا ضد الديكاتورية شارك فيه كل من كان يحمل بذرة حب للحرية والعدل وحقوق الانسان من مختلف التوجهات السياسية والفكرية… افسدوا الثورة واهلكوا زرعها مقابل المال…
وعلى كل لنكتفي اليوم بما حدث… فلقد عرف المواطن التونسي من هو شفيق جراية وما خصوصيات سمعته وما هي علامات شهرته.. ويعرف المواطن من هو سامي الفهري ومن اين امواله.. ومن اخرجه من السجن.. ويعرف المواطن التونسي من هو سمير الوافي وما هو مستواه.. وما هي اخلاقياته ويعلم المواطن انه دخل السجن وقضى عدة اشهر بتهمة الابتزاز والفساد…
هل رايتم كيف اجتمع هذا الثلاثي في برنامج تلفزي واحد يحمل كل هذا الزخم… من روح الثورة…