فهد شاهين
من الملاحظ ان النظام السوري وجه الدراما السورية منذ العام 1990 م لانتاج اكبر عدد من المسلسلات.. عن فتره الوجود العثماني في الشام.. وتأريخ تلك الفترة على انها فترة نضال سوري ضد الاحتلال العثماني.. وكأن سوريا لم تتعرض لاحتلال فرنسي لاحق… حيث كان يراد ان يصاغ تاريخ سوريا الحديث على انه تاريخ صراع ومقاومه للعثمانيين حصرا وفقط.
ومن الطبيعي ان النظام السوري الحالي الذي تأسست نواته الاولى عبر دولة العلويين التي أنشاتها فرنسا ودربت جيشها (ليصبح نواة الجيش السوري فيما بعد) بين أعوام 1928-1936.. ان تخلو شاشات تلفزته من خوازيق الفرنسيين التي شنق عليها الاف من احرار سوريا المجاهدين..
ومن الطلبيعي ان تخلو ذاكرته السينمائية من تخليد معركة الشرف العسكري (ميسلون) التي خاضها اين الشام البار الشهيد يوسف العظمة… كما انها تخلو من ابراهيم هنانو مؤسس بل منتزع ولاية حلب من الفرنسيين…
هنا يراد ان تصطنع ذاكرة عربية عوراء.. يحصر فيها العدو (بالعثمانيين وحدهم).. فلا عجب حين نعرف ايضا ان ابناء الاقليات الذين اطلقوا صيحات (واعروبتاه) ضد الوجود العثماني هم اول من استقبل وآخر من قاوم الاستعمار الفرنسي لسوريا ولبنان.. بل هم أزلامه الذين عاونوه من مارونيين الى شيعة.. ويحفظ الشرف لدرزو لبنان وسوريا انهم اول من قاوموه…
اخيرا.. من الجيد ان نعلم ان كلمة علويين دخلت اللغه العربيه في العام 1895م وهو لفظ ابتدعه لاول مرة مستشرقو فرنسا كلفظ تحسيني بدلا من كلمة (نصيريين) التي ارتبطت بالذهن العربي بالخيانة التاريخية في زمن التتار والمغول وغيرهم.