عبد القادر عبار
التيْسُ بلهجتنا التونسية الدارجة هو “العَتْروس”.. بَعْلُ المعزاة
والتيوس من خصائصها : نَتَنُ ريح عرَقها (صنانها) أكرمكم الله، وحِدّة قرونها وجرأتها على النِّطاح، وكثرة هياجها وصخبها عند التزاوج.
مدح شاعر بدويّ احدَ الأمراء قديما بقوله :
أنت كالكلب في الوفاء على العهد *** وكالتَّيْس في قِراع الحروب
فغضب الممدوح، ووبّخ الشاعر على تشبيهه بالتيْس والكلب، وكاد أن يفتك به، لولا تدخل أحد الحاضرين موضحا للأمير، بان الشاعر استعمل رموز بيئته، فلم يجد رمزا للشجاعة الحربية، غير التّيْس، وللوفاء غير الكلب.
وقد سمعنا ورأينا أنه كلما صَحَا ضميرُ مسؤول، ورَقّ لحال وطنه، فبلّغ عن فاسد، أو حرّك ملف فساد، أو حتى كانت له نية الكشف عن خلية نائمة من المفسدين، إلا وقابلته تيوسُ الزّريبَة، بالنّطاح، والمطاردة، خاصة إذا كان المُبلِّغ من فصيلة “الشاة الجمّاء” (بدون قرون).
وقديما قالت العرب : عند النِّطاح، يُغلَبُ الكَبْشُ الأَجَمُّ (ليس له قرون): وهو مثلٌ يُضْرَبُ به من غَلبَهُ صاحبه بما أَعدَّ له.