عادل داود اوغلى
من سجل الذكريات (#أوراق_اﻷيام) :
(حسني مبارك يا جبان يا عميل الأمريكان)
في صيف 1992م كنت نازلا في فندق تاكا هاوس (لا يغرنكم الإسم فهو فندق متواضع) في العاصمة السودانية الخرطوم، قريبا من الظهيرة دق باب غرفتي بعنف فإذا بموظفة الاستقبال واسمها منى تقول لي بأن الكهرباء مقطوعة وأن الفريق البشير سيلقي خطابا مهما وتستأذن باستعارة جهاز الراديو الذي أملكه لسماع الخطاب مع الزبائن في الصالة، قلت لها حسنا وأنا أيضا سأستمع إليه..
كان خطابا حماسيا ناريا يتهجم فيه على الرئيس المصري حسني مبارك ويتهمه بالدكتاتور ويذكر السودانيين بأن وطنهم كان في استعمار مزدوج البريطاني والمصري وأن الاستعمار البريطاني انتهى بالاستقلال في 1 كانون2 1956م وأن الاستعمار المصري انتهى في عهده وأنه لن يرضخ لتعليمات وتوجيهات حسني مبارك..
بعد يوم أو يومين رد عليه حسني مبارك بخطاب أشد لهجة واصفا البشير بالصعلوك ومذكرا المصريين بأن منطقة (حلايب) مصرية ويحذر البشير من ارتكاب حماقة باقتحام (حلايب) وأنه سيحرق السودان ويسويها بالأرض..
ثم بدأ التلفزيون الرسمي السوداني بحملة دعائية كبيرة ضد الرئيس حسني مبارك..
ذات يوم، قبيل الظهيرة أيضا طلب مني أحد موظفي الفندق حضور مظاهرة كبيرة في شارع الجمهورية والسوق العربي للتنديد بحسني مبارك..
قلت له أخشى أن يبطش بي المتظاهرون ظانين إياي مصريا بسبب لون بشرتي، فقال : يا مستر داود أوتظن بأن شعبنا جاهل ؟. شعبنا مثقف وواعي ويعرف بأن غالبية المصريين المقيمين هنا هم معارضون لحسني مبارك وشعبنا مضياف ولا يؤذي أحدا..
حضرت المظاهرة وكانت حاشدة لكن الذي لفت نظري أنه تتقدمهم عربة خشبية متهالكة ذات عجلتين يجرها حمار وعليها بضع شباب حفاة القدمين وبأيديهم عصي طويلة يلوحون بها يهيجون الجماهير قائلين :
(حسني مبارك يا جبان يا عميل اﻷمريكان)