عندما تفقد الثورة شرفها
الأمين البوعزيزي
1. سنة 2011… أو عام الزخم الثوري وارتخاء قبضة الدولة التسلطية وانحناؤها للعاصفة، أغرق السبسي البلاد بالحضائر… آلاف مؤلفة تتلقى رشوة دون عمل انتاجي حقيقي…
كانت ساعة اختبار وفرز الثوريين من الثورجيين، كانت ساعة محنة حقيقية لأدعياء الثورة…
كم كان سقوطا أخلاقيا أن تجد أشدّهم ثورجية يستغل غنيمة الحضائر لتشغيل أهله، أحياء وأمواتا … حتى أنّ بعضهم يدرس خارج تونس ويخلص عالحضيرة الثورية تحت القيادة السبسية!!!
على أية حال، كل الثورات عرضة للاستغلال الانتهازي.. منذ زمن الأنبياء وفتنة الفتوحات والغنائم والسبايا…
والنقد الجذري ليس هدية للعصابة النوفمبرية فهي كبيرهم الذي علّمهم السحر..
2. الفضيحة الثانية هو ما يجري هذه الأيام: أو لمّا يُصبح التهرّب الضريبي بطولة ثورية، اعتصامات وخطب واضرابات عامة وطاولة وكراسي !!!
ـــــــــــــــــــــــــــ الثورات تؤسّس لما هو نقيض للواقع الذي ثار ضده ضحاياه، ولا تتماهى معه… الثوريون نقيض المهترّبين وليسوا متهرّبين جدد… الثوريون يحاكمون المتهرّبين ويركّعونهم صاغرين… ولا يتماهون معهم في التهرّب!!!
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ… وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ…