زهير إسماعيل
“تقوم الثورة حين تُحوِّل الدولة كلّ الأخلاق إلى قانون”…
فالثورة دوريّة كالنبّوّة، بل هي وريثتُها بعد ختمها..
تأتي الثورة لتذكّر الناس بالأخلاق لا بالقانون (من بينها قانون بن علي)… وبعد أن يستقرّ الحال سيضطرّون في تنظيم اجتماعهم إلى تحويل جانب من أخلاقهم -لا كلّٰها- إلى قوانين، ليبقى جوهرها مرجعا يوحّدهم، فما ذهاب الجماعات والأمم إلاّ بذهاب أخلاقهم.
هذا التعريف مدخل لفهم “جمنة” و”ما بعد جمنة”…
في جمنة تفتعل الدولة تقابل الأخلاق والقانون.. مع إصرار منها على إلحاق ما بقي من أخلاق الأهالي بقوانينها الرثّة..
جمنة ثمرة من ثمار الثورة وشرط من شروط استمرارها…
انتفاض الهامش المفقّر الجذري انطلق لتخليق السياسة (فرض الحريّة وبناء الديمقراطيّة)، وحركة جمنة الرائدة انبثقت لتخليق الاقتصاد (إقامة العدل وتحقيق الوفرة)…
تخليق السياسة وتخليق الاقتصاد فعلان متلازمان يميّزان ثورة الحرّيّة والكرامة، ثورة الألفيّة الثالثة…