السوريون وأردوغان .. بكاء في الحمام
يحيى بدر
يتردد على السنة السوريين بعض العتاب على الاتراك وخاصة اردوغان وارفق مثالا على هذا العتاب بالنص الاتي :
(أنا أؤكد أن الرئيس رجب طيب أردوغان ليس مثل بشار الأسد، وليس مثل السيسي، وليس مثل أي من الحكام الذين لا يجرؤ أحد من رعيتهم أن يقول لهم… ولكن..
أنا ازعم أنه يجب أن يكون مثل عمر، تنادي عليه امرأة من عرض الناس : ليس لك يا عمر.. وتستوقفه أخرى في عرض الطريق وتقول له : يا ابن الخطاب كنت عميرا فصرت عمرا ويناديه ثالث : اتق الله فيثورون في وجهه، فيقول عمر لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها… من يحب رجب طيب أردوغان أكثر ؟!).
هذا النص كتبه احد النخبة من السوريين.. وارى ان البعض غير قادر على قراءة الواقع وبالتالي فهو عاجز عن التصنيف الصحيح.. وبالتاكيد انه عاجز عن اتخاذ القرار الصحيح.
وهذه من بعض ماسي سورية
يطالب النص بزعيم مثل سيدنا عمر بن الخطاب…
ويطالب النص حرية ان يقول كل مواطن للرئيس : كنت عميرا فصرت عمرا..
ويطالب النص ان يقول كل مواطن للرئيس : اتق الله.
ويطالب النص ان يرد الرئيس عليهم : لا خير فيكم ان لم تقولوها..
يطالب بعض السوريين بعودة الحالة الفاضلة للخليفة عمر رضي الله عنه..
وهذا حلم جميل والله.
ولكن هل جرب هذا البعض ان يستيقظ من حلمه ويفرك عينيه جيدا ويبحث حوله ؟
هنا مشكلة النخبة السورية.. لم تدرس اساسيات ادارة المشاريع ولم تسمع بها
لا باس ساذكرها الان وهي أربعة :
الخطط – الادوات – القوة البشرية – المال
يستحيل ان ينجح اي مشروع اذا افتقد عنصرا من هذه العناصر الاربعة..
هل نستطيع استنساخ حالة سيدنا عمر التاريخية ؟؟
الجواب : مستحيل.. ومن يعتقد غير ذلك فهو قليل الخبرة.
نجح سيدنا عمر في تجربته لانه كان معزولا عن القوى الاخرى التي نتعرض لها.
لم يخضع اقتصاده الى سيطرة الدولار.. ولا تخضع بنوكه الى سيطرة النظام المالي العالمي.
ولم يخضع الى تحكم الكفار في صناعة الدواء الذي يحتاجه شعبه..
ولم يكن بحاجة الى قطع الغيار لاسلحته وطائراته من الكفار.
ولا يحتاج ايضا الى شراء ذخيرة طائراته من الكفار حتى يضرب بها الكفار.
ولم يواجه مشكلة عدم توفر المضادات للطائرات لانه لم يواجه مشكلة الطائرات التي تضربنا بالنابالم والفوسفوري والفراغي والكيماوي.
ولم يواجه مشكلة التجسس عليه 24 ساعة من الاقمار الصناعية ولا الطائرات بدون طيار.
كان السيف مقابل السيف والرمح مقابل الرمح لا فرق حتى لو كانت امبراطورية كسرى او قيصر..
بينما يحتاج اردوغان اليوم الى 300 الف من العلماء حتى ينجح في تحقيق مشروع هدف 2023 والذي قال انه سيشمل صناعة الطائرات العسكرية وحاملة الطائرات ومحطة اطلاق الاقمار الصناعية والاكتفاء الذاتي من الدواء وتحرير الاقتصاد من الدولار وجمع شتات الدول الاسلامية المبعثرة لصناعة ما يشبه التجمع الاسلامي.
انه يسعى وسط كم هائل من المؤامرات الداخلية والخارجية وهو يتعرض لكل هجمات الاعداء الذين يبذلون كل جهدهم لافشال خطة تحرر دولة اسلامية واحدة على الاقل من استعباد الاعداء للعالم الاسلامي المتخلف.
بربكم ايها السوريون كيف يستطيع الضعيف ان يعيد لكم عمر بن الخطاب ؟؟
انها احلام اناس تعوزهم الخبرة.
ولانهم بلا خبرة فقد ساقوا سورية بقلة خبرتهم الى كل المهالك مع الاسف.
وتقاتلوا وتنازعوا.. واذهبوا ريحهم بانفسهم.
ثم جلسوا يشتمون اردوغان لانه لا يعمل مثل سيدنا عمر بن الخطاب..
ااااه.. كم نحتاج الى الخبرة.. والعمل الكثير.
والكلام القليل ايضا.