مختار صادق
وزير داخلية بورقيبة الذي نكّل باليوسفيين وأشرف على مسالخ “صباط الظلام” هو الآن حر طليق (بل هو يتقلد منصب رئاسة الجمهورية!)… وزير داخلية بن علي الذي أشرف على أحلك فترة في تاريخ تونس الحديث… تاريخ الهولوكوست التجفيفي النوفمبري في تسعينات القرن الماضي حيث التعذيب حتى الموت في مراكز الإيقاف وقتل الناس عينيا بتجفيف ينابيع رزقهم وروحيا بتجفيف ينابيع دينهم… هذا السفّاح هو الآن حر طليق بلا محاسبة ولا حتى معاتبة من الدولة بل هو يعقد الإجتماعات والتحالفات السياسية في السر والعلن بعين وقحة أمام ضحاياه…
أبواق بن علي من اليسار العاهر الذين دبْجوا فمه المغلق وحذائه الخشن بأستار الحداثة الناعمة من أمثال برهان بسيس وسمير العبيدي وجنرالات الداخلية الحمر كلهم ينعمون بعد الثورة بالهناء والأضواء وتحولت جرائمهم بقدرة قادر إلى نقاط مضيئة في سيرهم الذاتية يتباهون بها أمام لوبيات التهريب والترهيب…
أباطرة الفساد وقاهري العباد لعشرات السنين من الطرابلسية ورجال الأعمال الوسخين ينعمون اليوم بالحرية والإفلات من العقاب بل ويتحكّمون في المشهد كاملا من شرق الإقتصاد إلى غرب السياسة…
الأمثلة لا حصر لها وقد اجتمعت كلّها لترفع منسوب الظلم والخراب القِيَمي إلى فيضان أودية المصالحة المغشوشة من جهة وجفاف بؤر العدل والرحمة على قلّتها من جهة اخرى. هذا الجفاف الذى أصاب الدكتور سعيد الشبلي وإخوانه في مقتل حيث باتت أرواحهم الظمأى إلى مياه العدل والحرّية رهينة لطبقة الإستئصاليين الجدد الذين لا هم لهم سوى تسجيل حوانيتهم الحزبية في سوق الشهادة و النضال الغريب عنهم غرابة الكرم عن منازل اللئام.
أيها المفلسون على كل الأصعدة…
أطلقوا سراح الدكتور سعيد وإخوانه من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة…
أيها الأحرار في كل مكان… إنهم جبناء لا تخافوهم…