الأزمة عامّة
سامي براهم
الجميع في أزمة :
منظومة الثّورة في أزمة لأنّها فشلت في ترتيب أولويّاتها بين الحزبي الغنائمي من جهة وبين المصلحة الوطنيّة من جهة أخرى.
المنظومة القديمة في أزمة لأنّها فشلت في صنع واجهة موحّدة تعبّر من خلالها عن مصالحها فكثرت شقوقها وتصدّعاتها وتحوّلت إلى مافيات ولوبيات متصارعة.
النّخب المنتجة للأفكار والمعاني والمضامين والرّموز في أزمة لأنّها فشلت في التوفيق بين القيم التي طالما تبنّتها ودافعت عنها وبين مصالحها الأيديولوجية والنفعيّة الضيقة.
الشّعب في أزمة لأنّ أبناءه صنعوا ثورة خلخلت المنظومة السياسيّة في الشّرق العربي وفتحت الأمل في الديمقراطيّة والحريّة والعدالة وكرامة العيش ثمّ سرعان ما عيل صبره فأعاد جزءً من حكامه القدامى الذين ثار عليهم.
استوى الجميع في الأزمة، إمّا أن يتساوى الجميع مستقبلا في الأعباء والمنافع ويتقاسموا منافع الثورة أو هي الفوضى والانزلاق نحو المجهول.