كمال الشارني
الرياضيات للأغنياء والقبي قبي للفقراء،
سيدي خفيف الظل، وزير السيادة الحقيقية المرشح لأشياء حكومية كبيرة يقترح التخفيض في عدد ساعات الرياضيات والفيزياء لأجل ساعات الرقص والموسيقى، وأساتذة “الماط والفيزيك” الضروريتين لصنع حكام المستقبل يسلمون عليك ويموتون من الضحك، فهذا سيمكنهم من مضاعفة ثمن ساعة الدروس الخصوصية، وأن يشمتوا في أساتذة الموسيقى والرقص الذين لا يستطيعون تدريس الرقص في بيوتهم ولا في القارجات الباردة.
ولأن الطبيعة تأبى الفراغ، سيعوضهم جماعة القبي قبي، والمستفيد الوحيد هو كافون وعصاباته من المحرضين على الانقطاع عن الدراسة وتجربة المخدرات والعنف. في ظل غياب منهجية حقيقية: لا يمكن تعويض أية مادة بأخرى، فقط: حاولوا أن تحموا أبناءنا في ساعات الفراغ المدرسي، وقبل ذلك حاولوا أن تعدلوا في توفير أساتذة الرياضيات والفيزياء بين جهات البلاد، أما العدل في توفير أساتذة الرقص أو الموسيقى فهو مستحيل،
عموما، سيدي خفيف الظل، نحن انقسمنا إلى نوعين: نوع يدرس أبناءه في المدارس الخاصة أو العمومية الراقية، فيصبحون أطباء ومهندسين ثم يتمون دراساتهم في الخارج ليعودوا إلينا حكاما، ونوع ينتظر حتى منتصف أكتوبر دون أن يرى وجه معلم، وهؤلاء، هم فريسة القبي قبي،
سيدي الوزير: كاتب هذه الكلمات، دخل المدرسة عام 1971 عندما كانت الدولة الوطنية تعتبر التعليم العمومي السلم الشرعي الوحيد للرقي الاجتماعي، وكان عندنا في المدرسة معلم موسيقى يعزف لنا على العود ويعلمنا الموشحات العربية “لما بدا يتسنى”، دون أن يحتقر أغانينا البدوية العظيمة، بالأمارة، كنا نغرق في البكاء بسبب جمال الموسيقى، من تبكيه الموسيقى العظيمة لا يمكن أن يصبح منحرفا ولا عنيفا، أما من ينشأ على موسيقى القبي قبي، فليس ذنبه، ولكم سديد النظر،