إني آلم أكثر مما تألمون فقد رجوت من الثورة أكثر مما كنتم ترجون…
قد أبدو راضيا بالوضع الذي وصلنا إليه أو قد يخيل لكم هكذا…
الحقيقة أنا أكثر منكم سخطا على ما آلت إليه الثورة و لكنني لن أذكرها إلا بكل خير…
أحلامي كانت كبيرة، سقوط بن علي رأيت فيه خلاصا من منظومة كاملة بجميع أجنحتها…
كنت أتطلع لسياسة بدون الغرياني و مرجان و ثابت و رياضة بدون مختار التليلي و خالد حسني و فتحي المولدي و اعلام بدون بسيس و الصغير و الفهري و فن بدون لطيفة و هند و اولاد النهدي و سينما بدون بوغدير و بوزيد…
كنت اتطلع لمشهد بدون وجوه مكنت لبن علي في الأرض و لكن شيئا من هذا لم يتحقق… الثورة يتيمة أرملة ثكلى… اكتشفنا بأن كل مفاصل الدولة بيد العصابة…
موازين القوى ليست في صالح ابناء الثورة..
ماذا أفعل؟
هل أنخرط مع جموع المتباكين و المتخاذلين؟؟
هل أقول مثلهم ماذا تغير في البلاد؟؟
هل أولول مثلهم التجمع عاد و البوليس عاد و الفساد عاد؟؟
لا لم و لن أفعل…
الثورة عندها تاريخ ابتداء و لكنها لا تنتهي..
الثورة فعل مستمر…
الثورة مسار…
ما مدى استعدادنا لمواصلة النضال؟ كم لنا من طول النفس؟ هل نحن على استعداد جدي للتضحية؟؟
إن كان الدفاع عن حق أو نصرة مظلوم أو كشف فساد ثمنه تضييق أو إيقاف أو سجن هل ترانا نقوم بواجبنا؟؟
عندما نجيب على هذه الأسئلة بصراحة نجد جوابا لسؤال هل نجحت الثورة؟؟
سأظل مؤمنا بالثورة سعيدا بمكاسبها طامحا لاكتمالها.