الحبيب بوعجيلة
موت السياسة… لا زعماء قدوة ولا أصحاب مشاريع حتى “نعشقهم”… لمن سنقول “لبيك يا فلان” و”بالروح بالدم نفديك” ويا قايد ثورتنا على دربك طوالي… من سيعبئنا برنة على هاتف جوال أو بخطاب يمنحنا مشروعا نموت أو نضحي من أجله…
سيقول لي “الديمكراتيين” شبيك تقليدي وتحب ثقافة القطيع؟؟ وسأقول لا شعوب بلا رموز ومشاريع… حتى في عصر ديمقراطية الشعوب…
لا يُفوت النشطاء التونسيون على هذا الفضاء فرصا ومناسبات لاستحضار صور وأقوال رموز وقادة مشاريع “أجانب” حققوا بأقدار متفاوتة تعبئة شعوبهم في فترات تاريخية مختلفة على “معارك” تنموية زحزحوا بها بلدانهم في مراتب التقدم… توماس سانكارا يزين هذه الأيام جدار عدد من الحسابات الفايسبوكية… اردوغان في أحيان أخرى… مهاتير محمد… شافيز… وزراء ورؤساء من كندا وبلدان اسكندينافية أو آسيوية بل قد يظهر أحيانا رئيس كوريا الشمالية أو رؤساء دول اخرى حققت لأهلها عزة “التعبئة القومية” حتى وان لم يكونوا رموزا في “الديمقراطية” المحببة للتونسيين بعد “الثورة”…
في المقابل لا يستحضر النشطاء لـ”زعمائهم” السياسيين التوانسة حاليا الا الفضائح المتبادلة أو “الاعتزاز” بما نجح فيه هذا “الزعيم” وهو “يكور” بزعيم آخر أو “يكلاشي” خصمه أو “يفضحه”… وغيرها من المصطلحات التي تؤكد ان انجازات “الزعماء” التونسيين حاليا لا ترقى الى مستوى “قيادة مشاريع” و”اقتراح بدائل” بقدر ما تقف عند حدود ادارة “معارك مغالبة”…
النشطاء يذهبون الى “الآخر” لاشباع الرغبة الشرعية للشعوب في الاعتزاز بقادة المشاريع والبدائل مادام زعماؤنا لا يتجاوزون في ابهارنا فقط في كونهم يتوزعون بين “معذبهم” أي معذب الخصم بعنترياته الخطابية… أو “فاضحهم” أو “معلمهم”… برجولية ليس لدينا سياسة ولا قادة مشاريع…