محمد ضيف الله
للمنظومة القديمة أساليبها في الانتقام ممن وقف ضدها ذات يوم أو عارضها. فتأتيهم من حيث لا يحتسبون، إذ تقربهم إليها وتستثيقهم لتضربهم بعد ذلك، فلا يرفعون رؤوسهم بعدها. نتذكر جيدا تلك الرسالة التي كتبها زهير مخلوف إلى الندائية بشرى بالحاج حميدة وإلى محمد الناصر، محرضا على هيئة الحقيقة والكرامة. وثيقة لم تفوّت المنظومة القديمة الفرصة للكشف عنها، تشهيرا بالمناضل القديم الذي كان.
إلا أن زهير مخلوف لم يستوعب الدرس، أو أن المنظومة القديمة تغريه فتذله أكثر فأكثر، وها هو يعقد ندوة صحفية في أفريكا من أجل التهجم من جديد على هيئة الحقيقة والكرامة، ويعلن عن أنها فقدت شرعيتها القانونية، من نصّبه قاضيا أو مستشارا قانونيا؟ لصالح من يخدم زهير هنا؟ هل خدمة لضحايا الاستبداد الذين تجاوز عددهم 62 ألفا أم خدمة للاستبداد؟ هل خدمة للحقيقة أم للتغطية عن الحقيقة؟ الجواب واضح.
نعرف أن عقد ندوة صحفية في أفريكا ليس مجانيا، الأمر يتطلب مئات الدنانير، فهل دفعها زهير مخلوف من عنده؟ أم من عساه دفع المبلغ عوضا عنه؟ على أية حال، زهير يعود هذه الأيام بالتزامن مع عودة وجوه كثيرة لعبت أدوراها في السنوات الماضية، في الإعلام كمنشطين وكضيوف أيضا. ما أبشع أن يتحول المرء إلى مجرد دمية.