اهتمام الناس ومتابعتهم لتشكيل الحكومة في المغرب مؤشر إضافي على تحول ديمقراطي عميق ولكنه مهدد.
التحول عميق لأنه يقنع المزيد من الناس بجدوى المشاركة في الشأن العام. و هو مهدد لأن قسما من الدولة العميقة بكل مستوياتها ترى في التغيير تهديدا لمصالحها ولا تريد أن تفهم أن كل تحسن يحققه المغرب تكون فيه الفائدة للجميع.
إذا استمر التحول فسيؤثر على أداء الأحزاب ويحولها لتكون أقرب إلى مفهوم الأحزاب في الغرب حيث تتخذ القرارات من طرف أعضاء الحزب ولا ينفرد الأمين العام بكل شيء.
ولو عاند حزب الأصالة والمعاصرة وحاول الوقوف في وجه هذا التغيير فإنه سيفضح التناقض الموجود بين خطابه وممارسته ويقلل من حظوظه في الحصول على نتائج انتخابية لا تكون مدعومة ومفروضة من الدولة العميقة.