محمد الجمل
مواقف من المغرب الإسلامي الأصيل “تونس ديار شهامة”
في هذا المكان على الطريق الواصل بين العاصمة تونس ومحطة القطارات أوقف الأمن التونسي الحافلة التي كنا نركبها، صعد رجال الأمن الحافلة تجولوا فيها وأخذوا بالنظر في وجوه الركاب، وما إن رأونا أنا وزميلي حتى طلبوا منا بطاقات التعريف، قدمنا لهم جوازات سفرنا الفلسطينية، فطلبوا منا النزول من الحافلة، وعلى الحاجز حضر الضابط وأخذ يوجه لنا مجموعة من الأسئلة عن طبيعة عملنا بتونس،الأنشطة التي نقوم بها، الشخصيات التي نلتقيها، الأماكن التي نتردد عليها، وغيرها من الأسئلة وركز عن سر رحلتنا للحمامات وطبيعة المهمة التي نذهب إليها، أخبرناه أننا خرجنا نلبي دعوة لجمعية شباب الأقصى هناك لإحياء نشاط نصرة لفلسطين، وهكذا استمر التحقيق ما يقارب 15-30 دقيقة، أجرى رجال الأمن عدة اتصالات حتى سمحوا لنا بالاستمرار في الرحلة بشرط العودة للعاصمة قبل نهاية اليوم لوجود نشاط أمني يستهدف مجموعات خارجة عن القانون حسب زعمهم، وقد تكرر الموقف للأسف أكثر من مرة في نفس الرحلة.
الذي لا يمكن أن أنساه في هذا الموقف هو شعور ركاب الحافلة من الأعزاء التونسيين بعد عودتنا للحافلة الذين اعتقدنا أنهم قد غضبوا وضاقوا ذرعا بسبب تأخيرنا لحافلتهم وتضييع وقتهم، لكننا فوجئنا بالشعور التونسي النبيل والشهامة وهم يستقبلوننا بالحب والدعاء والترحيب والأمنيات لنا بالنصر على الأعداء، فكم شعرنا بالفخر ونحن نرى هذا الاستقبال الجميل بعد أن أخبرهم مرافقنا التونسي أننا فلسطينيين جئنا ضيوف لإحياء بعض الأنشطة نصرة لفلسطين، فقد تجلت هنا معاني الحب الصادق والأخوة التي تنبع من أعماق القلوب،، حفظ الله المغرب الإسلامي الأصيل وأعز الله الشعب التونسي الأشهم الأبي.
ملاحظة: الحدث قبل عدة سنوات حيث زرنا تونس لمدة أسبوع ثم رجعنا لغزة.