عبد القادر عبار
رأى رجلٌ عديمُ الحياء، امرأةً فقال لها : ما شاء الله !، تبارك الله !، كم أنت جميلة !
فردت عليه باحتقار : ليتك جميل !، لأردّ عليك التحية بمثلها، آو بأحسن منها !
فقال الخسيسُ : لا بأس، اِكذبي.. كما كذبتُ !؟
فَقَذَفَتْهُ بـ”اتُفُوهْ”.. أَرْضْ/ جَوْ.. وانصرفت
قال صاحبي : مهلا، مهلا.. الآن فقهتُ معنى التوافق.!
قلت : كيف ؟ وماذا تعني ؟
قال : مثَلا، أعرفُ أنك نَذْلٌ، وأمدحك بالشريف والمستقيم، واقرأ في سيرتك، أنك عميلٌ، وأضرب بك المثل في الوطنية وحب البلاد، وتزكمني رائحة فسادك وسرقاتك، وأصفّق لشعاراتك الرنانة حول الإصلاح والعفة، والأمانة، وضرورة الضرب على أيدي المفسدين.. وأعرفُ أنك متخرّجٌ من مدارس الرّداءَة السياسية، ولك خبرة في الكذب والتزوير، ثم أصوّت لك في الانتخابات.. وأراد أن يسترسل فقاطعته قائلا : مَهْ.. مَهْ، اخفض صوتك، كيف تقولُ ذلك ؟ ويحك.. هذا تسييس.. فضحتَ نفسك ؟
ثم بحَسْم أضفتُ : اسمع يا صديقي، أنا أومن بالتخصص، ولهذا نسأل أهل الذكر عن تحديد ومعرفة معنى “التوافق”، قال بانفعال : ومن تقصد بأهل الذكر؟ وأهل الاختصاص ؟.. قلت : مُعجَمُ اللغة، هو المُحدِّد للمعاني، وهو مُحايد، ولا ينتمي إلى أي حزب، اسمع ما يقول :
– التَّوافق والاتِّفاق : هو تطابق الأفكار، أو الرغبات أو العواطف، أو الميول.
– بَيْنَهُمَا تَوَافُقٌ : أي اِنْسِجَامٌ، واِتِّفَاقٌ، وتَفَاهُمٌ.
– التَّوافُقُ (في الفلسفة والتصوف) : أي أَن يسلكَ المرءُ مسلَكَ الجماعة ويتجنَّبَ ما عنده من شذوذ في الخُلُق والسُّلوك.
– اختبار التَّوافق : (طبيًّا) هي عملية تحديد مُلاءَمَة دَمِ المُتبرِّع مع دَم المُتبرَّع له قبل نقل الدم، تجنّباً للمضاعفات.
– التوافق في الطبيعة والفيزياء، هو تفاعل عامليْن أو قوتيْن حتّى يصبح التّأثير الكلّيّ أعظم من مجموع تأثيرهما منفرديْن.
قال هذا “تفلسيف”.. أنا لا افهم التوافق، إلا كما عرّفه الرجل للمرأة بقوله : “لا بأس اِكْذِبِي عليّ، كما كَذبْتُ عليكِ”.
قلت :دعني منك، أعرفك مُشاكسا وعنيداً.. عرّفْهُ كما تريد. “لكم دينكم ولي دين”.