سأسلّم لك اعتباطا لا جدلا (لأن جدال الأدعياء أمثالك يستوجب دخول منطقة الاعتباط) بأن الإسلاميين كانوا أكثر ضحايا بن علي ليس لأنهم الأكثر استهدافا ممنهجا من قبل أجهزة القمع الايديولوجي والأمني بل لأنهم كانوا لا يصبرون على التعذيب (بحيث يتسبب الواحد منهم في توقيف العديد من “الخوانجية” والمتعاطفين معهم)،
وسأسلم لك اعتباطا أيضا بأن قلة عدد اليساريين الموقوفين زمن بن علي تعود إلى صلابتهم أمام المحققين على عكس “الخوانجية” وليس لأنهم لم يكونوا مستهدفين إلا قليلا مقارنة بـ”الخوانجية”،
سأسلم لك بكل ما شئت من عنتريات وتهويمات وتدليسات و”فكرونيات” لكن بشرط واحد هو أن تجيبني على السؤال التالي : كم عدد “الجلادين” و”المحققين” وكبار القيادات الأمنية “الخوانجية” الذين دخلوا في خدمة بن علي والذين عذّبوا اليساريين (وأتحداك أن تذكر لنا فقط 5 أسماء يمكن أن نقول عنهم إنهم كانوا “خوانجية” ولو في مرحلة الكتّاب أو المرحلة الابتدائية من التعليم)، وكم عدد “الجلادين” و”المحققين” وكبار القيادات الأمنية الذين عذّبوا الإسلاميين وكانت لهم خلفية” تقدمية” أو كانوا “مناضلين” يساريين في مسارهم التعليمي بالثانوي والجامعة (وسأعينك لوجه ّالحتمية التاريخية” باسم واحد فقط هو “بوكاسا” وأترك لك تعمير بقية القائمة بمن تريد من “العائلة الديمقراطية” في تجليها الأمني الخام “للنمط المجتمعي التونسي”)؟
سأترك لك ما تبقى من عمر أوهامك كي تجيبني على هذا السؤال..ولكني على يقين من أنك لن تجيبني أبدا إلا صمتا مخزيا أو سفسطة لا محصول تحتها
إلا_الحماقة_أعيت_من_يداويها
قلو_يا_بابا_وقتاش_نوليو_شرفا…
الحقد_راهو_طبقي_موش_ثقافي