محمد كشكار
ردًّا على كل مَن يريد تشويه تجربة جمنة وتشويه تجربة الحوض المنجمي بمقارنة ما لا يُقارَن. مواطن العالَم د. محمد كشكار، أصيل جمنة ولادةً وتربيةً
قضيتان عادلتان وتجربتان مختلفتان ومطلبيهما مختلفان أيضًا.
مطلب أهالي جمنة: استرجاع أرضهم التي افتك المستعمر الفرنسي نصفها غصبًا من أهالينا حوالَي سنة 1910 وتحايلت علينا شركة “ستيل” الحكومية وضمّت النصف الثاني حوالَي سنة 1974.
مطلب أهالي الحوض المنجمي: تخصيص نسبة محترمة من أرباح شركة فوسفاط ڤفصة للتنمية المحلية ولم يطلبوا أبدًا الاستفراد بالثروة الفوسفاطية الباطنية الأحفورية (Fossiles).
هنشير جمنة غرس نخيله وسقاه ولقحه ورعاه وجناه عمال جمنة على ثلاثة أجيال وغرستُ أنا كعامل فلاحي وقتي بعضًا منه في بداية السبعينيات، والنخلُ لمن يغرسه ويسقيه ويلقحه ويرعاه ويجنيه وليس لمن يغتصب الأرض وما بُنِيَ على باطل فهو باطلٌ وجريمة اغتصاب الأرص لا تسقط بالتقادُمِ.
فوسفاط الحوض الجمني ترسّبَ وتنضّدَ طبقاتٍ في قاع البحر قبل أن تطفو أرض تونس على وجه الأرض، فليس للإنسان فيه استحقاق ولا يحق لبشرٍ -تونسي أو غيره – امتلاك ثروة خُلقت قبل وجود الإنسان نفسه ولم يشارك أي بشرٍ في صنعها، وأنا – انطلاقًا من مواطنتي العالمية – أطالب بتأميمها عالميًّا، أي يصبح بترول أمريكا والسعودية وغيرها ملكًا مشاعًا بين الأممِ جميعًا، يُوظف للتنمية العالمية تحت إشراف الأمم المتحدة، توزع عائداته المالية بعدلٍ وإنصافٍ بين جميع الدول (حقيقةٌ علميةٌ، لا يهم إن قالها الأستاذ صافي السعيد في قناة “الحوار التونسي” أو قلتها أنا قبله أو بعده في إذاعة “Express FM”، حقيقةٌ أقدم منّا الاثنان، وقد سبق لي كأستاذ علوم الحياة والأرض أن درّستها لتلامذتي منذ تخرّجي سنة 1974).
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 14 أكتوبر 2016.
أرى النخل يمشي في الشوارع مرفوع الهامة فارع… (الشاعر التونسي الطّاهر الهمّامي)