إحسان علواني
بعيداً عن الأسئلة الكبرى حول المنظومة الإقتصادية، والعدل الإجتماعي وآليات تخليص السياسي من وطأة رأس المال، دون السقوط في السلطوية… إلخ
هناك اشكالية تبدو أقل تعقيداً، لكنها لا تقل أهمية (خاصة عند الأمم التي تحتاج لترميم/بعث ذاتها) هي بناء الزعامة الملهمة، ولم أر أحداً يهتم بهذا الإشكال بجدية.
أهميتها تكمن في أن العامة تحتاج إلى تجسيدٍ للفكرة ولا تحب التجريد أبداً. وبالتالي، فيتحتم على كل حركة تروم التأثير في التاريخ أن تكون لها أيقونة تختزل فكرتها (شرط لازم غير كاف).
والمفارقة في الموضوع أن المهم في “القائد” ليس حقيقته… بل صورته! فلا بد من جهدٍ دقيق من أجل إظهار الزعيم… في صورته المثلى، وقص كل ما يشينه. كان هذا التمشي ممكناً، حين كانت الصورة والمعلومة تحت السيطرة.
صعوبة هذه المهمة تكمن في أن المعلومة، الصورة، والمشهدية… أصبحت ملكاً مشاعاً لا حدود له في زمن المعلومة السائلة. والسيطرة على تنقل الأفكار والصور هو من قبيل أساطير الأولين!
الإشكال هو الآتي:
- صنع الزعيم ضرورة حيوية للنجاح.
- صنع الزعيم يتطلب السيطرة على الصورة والمعلومة.
- السيطرة على المعلومة والمشهدية مستحيل عملياً في وقتنا.