اعتقد أن الفطرة في الإنسان تعجب وتنبهر بتنوع وتعدد الألوان على أن تكون متجانسة متلاحمة رغم اختلافها وان اللون الواحد قد يبهر فئة معينة لانه لا يشكل ظاهرة فريدة من نوعها تبهر جميع الناظرين.
وعليه اعتقد وبالنظر لتجارب الآخرين فان المستقبل حسب رأيي هو في الاختلاف والتنوع وليس في الانغلاق والانفراد فالمجتمعات التي بنيت على ثقافة الاختلاف وقبول الأخر تجدها تتربع المجتمعات المتقدمة أما تلك التي بنيت على الرأي الواحد واللون الواحد فهي تتصدر اسفل ترتيب المجتمعات المتحضرة.
قد يقول القائل ماذا لو نسقط هذا التمشي على تونس
أقول تونس سوف تتقدم لو أننا فتحنا المجال لتعدد الألوان وتناسقها وانسجامها، بما يعني تونس للجميع، والجميع ليس جمع الفرد وجمع الرأي الواحد الأحد. للطبيعة قوانين تنظمها وللوطن قانون ينظمه، هذا القانون يعطي لكل فرد حرية التعبير وحرية الرأي وحرية المعتقد وحرية التوجه السياسي.
لا مجال لسياسة الإقصاء خارج القانون، والكل يمتثل لسلطة القانون كما تمتثل ألوان قوس قزح لقوانين الطبيعة.
وقتها فقط، سينبهر الجميع بتجربة تونس، وسوف يمكن أن نبتدأ بحق التفكير كيف نقف لتونس وكيف يمكن أن نعالج مشاكلها.
في اليابان باعتبارها دولة متقدمة وراقية يعلمون الأطفال في السنوات التحضيرية مبدأ التعايش واحترام الغير والنظافة، ثلاثة أشياء شيدت مجتمع متطور جدا يحترم بعضه البعض ولا يوجد بينهم عداوة، هذا المبدأ علّمه الرّسول صلّى الله عليه و سلّم للصّحابة أجمعين ولكنّه إندثر نوعا ما كي لا أقول تماما في مجتمعنا اليوم وذلك للعديد من العوامل.