ادهشني سامي الطاهري بالملاحظة التالية : “هل رأيتم يوما صندوق الدعم؟ هل سمعتم بـ ر.م. ع هذا الصندوق؟ هل رايتم لافتة تُشير اليه او شخصا قال لكم اني اعمل به؟”
كيف امكن ان نسهوا عن طرح هذه الاسئلة رغم اننا نسمع دوما عن “الاموال التي تضخها الدولة في هذا الصندوق” و”العبئ الذي يتحمله” وانها “سوف ترفع الدعم عن بعض المواد”؟
إمّا ان هذا الصندوق موجود، وعليهم اذا ان يقولوا لنا اين هو ومن اين تمويله ومن المسؤول عنه واين تذهب الاموال وكم يبقى منها..؟ او انه غير موجود وكل ما يقولونه اكاذيب وليس هناك دعم ولا يحزنون، وحينها يكون السؤال “لماذا يبتزوننا بشيئ غير موجود”؟ تفتحُ غوغل فلا تجدُ للصندوق اي عنوان، فهو تارة تابع رئاسة الجمهورية واخرى تابع وزارة التجارة وثالثة تابع وزارة الصناعة، اما هو اين؟ ومن مسؤول عنه؟ فلا اجابة.
امّا لماذا لم نتفطّن الي الامر في سابق الازمان فأظن انني قادر على إعطاء اجابة:
1. لاننا ورثنا -فيما يبدو- ثقة آبائنا في دولة الاستقلال، لقد كانت علاقتهم بها ايمانية.
2. هناك سلطة للكلمات والاسماء على الافراد، فمن فرط تكرارها يعتقدُ الفرد ان لها ما يقابلها في الواقع. كانط عبّر عن ذلك بـ”الوهم المنطقي-الانطولوجي”، وميشال فوكو ذكر بان قبائل “بولينيزي” لا ينطقون ابدا باسماء الكائنات الشريرة لاعتقادهم انه حل النُّطق بها فانها تحضر و”تحلّ فيهم فاتارية”.
3. مارسيل غوشي، في “الدين في الديمقراطية” يقول بان ما تقوم به الدولة الحديثة هو نفسه ما كانت تقوم به المعابد القديمة: الحُكم بواسطة السّحر والشعوذات. تُخفي ما هو موجود وتُوجدُ ما هو مفقود. البترول موجود وله شركات ولكنه غير موجود، وصندوق الدعم غير موجود ولكنه على لسان الجميع، ويدعم الفقراء، وتستعمله السلطة لتهديد الفئات الضعيفة.
وفي الواقع: ثلاثة ليس لهم وجود — الصندوق والعنقاء والخلّ الودود.
وبامكانكم ان تُضيفوا لهم السيد لزهر القروي الشابي، يضرب في 8 ملاين في الشهر ولا ندري إن كان حيّا او ميّتا.