عبد القادر عبار
جملةٌ من المؤشّرات تشيرُ لكل ذي لُبٍّ، وذي حَدَس، أن هذا الوطن الحبيب، وهذه الثورة اليتيمة، حالُهُما، وقَدرُهما ومصيرُهما، وهما بين أيدي النّخّاسين الجُدد، واليسار المُتربّص، لن يكون أحسن حالًا، ومصيرًا، من ذلك “العَظم” الذي كان موضوع “أولَمْبِيَادْ” عائلي في البخل، في بيت أحد البخلاء..
الحكاية بتصرّف،. تقول : أمر بخيلٌ أولاده بشراء لحْمٍ وطبْخِه، ففعلوا، ثم قدّموه له، فأكله كله، ولم يُبْق منه إلا عظمًا، وعيون أولاده ترمقه بلهف، وشبَق،. فعرف أنهم يطمعون في العظم، فقال: لن أعطيَ أحداً منكم هذا العظم، حتى يُحسِنَ وصْفَ أكله !!
• فقال الأكبر: أُمِشْمشُه، يا أبي، ثم أمُصّه، حتى لا أدع للنمْل فيه طمَعًا
• قال: لا، أنت لست بصاحبه !!.
• فقال الأوسط: ألُوكُهُ، يا أبي، وألحَسُهُ لَحْسًا، حتى لا يدري أحدٌ، أمَضَى عليه عامٌ، أم عامان.
• قال: لا، أنت أيضا، لست بصاحبه !!.
• فقال الأصغر: يا أبتِ، أمُصّهُ مَصًّا،ثم أدقّهُ دَقًّا، ثمّ أسُفُّهُ سفًّا.
• قال: أحسنتَ، أنت صاحبه خذه، زادك الله معرفة، وعلمًا، أنتَ منّي وأنا منك.
ويبدو أن هناك “أولَمْبِيَادْ ” سياسي، يجري في الكواليس، بين المتسابقين في الكيد والفساد والاستئصال، للفوز بالكأس لمن يَعْصِر الثورة قبل غيره، ولمن يرهق الوطن أكثر من غيره ؟