كل المعطيات تشير الى ان النفوذ الفرنسي سيتراجع في شمال افزيقيا، ففي تونس وليبيا شرعت الخارجية الامريكية في بناء دينامكية سياسية جديدة.
قبل انفجار الربيع العربي بقليل، استبدلت الدبلوماسية الامريكية مصطلح الشرق الاوسط الكبير بمصطلح الشرق الاوسط وشمال افريقيا وذلك بعد فشل مشروع ادماج الكيان الصهيوني في سوق جديدة تضم الدول العربية،
بحسب نتائج انتخابات المغرب التي تؤكد نتائج فوز حزب العدالة والتنمية الاسلامي وحصوله على تفويض شعبي جديد بعد ان حكم خلال الاربع سنوات الاخيرة.
يحصل هذا الدمج للاسلاميين في الحياة السياسية عبر صناديق الاقتراع وفي اطار سعي الامريكان الى الملاءمة بين الحفاظ على مصالحهم الاستراتيجية في افريقيا والشرق الاوسط من جهة وانقاذ مشروعهم الفاشل في نشر الديمقراطية في هذه البلدان. وعلى المستوى الداخلي يتأكد التفويض الشعبي للاسلاميين مقابل تراجع اليسار والليبرالية الفرونكوفونية الحداثية،
وفي تونس تحافظ النهضة الاسلامية على مرتبة الحليف الرئيسي للحزب الحاكم ذو المهجة البورقيبية الفرنكوفنية اللبرالية غير الديمقراطية، وبذلك تضمن النهضة عدم استئصالها مدعومة بمباركة امريكية لهذا التحالف،
فرنسا ستضطر لاول مرة الى انتهاج سياسة واقعية تستبعد ولو ظرفيا استئصال الاسلاميين وسيستمر على المدى المتوسط نفوذها الثقافي السياسي في االمغرب العربي، مع الابقاء على امكانية الحل الامني مع كل الاسلاميين بدون استثناء اذا ما سنحت الفرصة، بخلاف الامريكان الذين تكيف مصالحهم مواقفهم وسياستهم الخارجية.