شنيّه كفارة مصافحة الغنوشي ؟
الحبيب حمام
إن الأمر لا يعدو أن يكون محض صدفة. هذا شقال البيان. واشنية ها الصدفة؟ قالك مُحمّد جمور، القيادي بالجبهة ونائب الأمين العام متاع الوطد المُوحّد، صافح راشد الغنوشي. إيش بيه، رُبّ صدفة خير من ألف ميعاد. وأنت حاقرها الصدفة! ميش هي الصدفة اللي خلقت الكون؟ وإلاّ أنا غالط؟ موش هكاكه تخلق وحدو صدفة؟ من غير قصد، وإلاّ أنا غالط؟ إذا كان غالط صلحوني يا وطد.
إيش بيه، بيان حزب، طويل، عريض، يحكي على مصافحة وعلى صدفة، وراهو خاطينا، وما نقصدوش، والراجل عثر، خطفو راشد الغنوشي من يدو، جات اليد في اليد، فاعتبروها مصافحة، هاذي هي الحكاية، راهي صدفة، يخّي محمد جمّور بأخلاقو العالية جازاه بابتسامة عريضة، ملء فيه، برقت لها العينان، وكادتا تقفزان، وأسفرت لها الأسنان، صدفة.
آبْ ببْ ببْ، ملّى غنوشي هذا! مدينة مساكن، شطرها هبط للشارع باش يشعّل عجلات مطاطية، وفي الآخر يهبطشي عليهم حزيْب بيان. أحزاب تجنّد مناضليها وأنصارها، وتعمل اجتماعات، ومظاهرات، وتحالفات، وتكتلات، ومؤتمرات، والبنية التحتية، والبروليتاريا، وشي ڨيفارى، ومقاومة الإمبريالية العالمية، ولاكريموجان، والاتحاد يدعو إلى إضراب… وفي الآخر يهبطشي عليهم حزب واحد آخر بيان مساندة أو معارضة. وإذا كان مهبّط حد بيان، الحزب نفسه، اللي عمل مظاهرات وقلبْ الدنيا، يصدر بيان. ها الوحيّد الغنوشي، يشرب كاس تاي، ويتكى بعد صلاة الظهر، يقوم يفرك عينيه، ويمد يدو يصافح حد بالصدفة، يخي يهبّط عليها حزب كبير، خشين، يسد عين الشمس، بيان على ورق رسمي بالألوان وموقّع. آبْ ببْ ببْ، ملّى غنوشي هذا! مدّة يد تقلب الدنيا! مالى كان يمخط خشمه؟ يعقدوا مؤتمر؟
الجماعه لاهين بالغنوشي أكثر من حمّه. قالك يا سيدي، الرفاق مرشقين على كل راس شارع، باش كان يتعدّى الغنوشي يعطيوا إشارة، وقيادات الجبهة فرْ فرْ، يسطعشي الغنوشي في واحد منهم ترصيلهم في مشكلة، وبيان، واشكون يفكها؟ حمّه يفكر يجيبها من لخر ويمشي متنكر، يحل المشكل من أساسه، برّ لوج عليه، موش حمّه، واحد آخر. يتنكر في هيئة عبد الفتاح مورو، باش يصافح الغنوشي كل يوم، وحد مافي بالو بشي. آبْ ببْ ببْ، ملّى غنوشي هذا! مدّة يد تقلب الدنيا! مالى كان يعطس؟
ويبقى السؤال للوطد: شنيّه كفارة مصافحة الغنوشي؟ زعمه إطعام 60 بروليتاريا؟