الحزبي والمسألة الإجتماعية
بين الأمين البوعزيزي وعايدة بن كريّم
الأمين البوعزيزي
تابعت حوارا متلفزا مع الأستاذ بلقاسم حسن، وحوارا مكتوبا مع الأستاذ محمد القوماني، حول التحاقهما بحزب النهضة…
لم يكونا مقنعين بالمرة…
ناشطان سياسيان تميّزا منذ عقود بايلاء المسائل النظرية حظها في الخطاب السياسي، وتميّزا بايلاء المسألة الاجتماعية حظها في جوهر الفعل السياسي، لم يُقنعا في اجاباتهما في الالتحاق بحزب سياسي كل همه الانخراط في مشهد سياسي مخترق ومشهد ديمقراطي شكلي وظيفته حراسة النظام الفاقد لشرعيته في نفوس ضحاياه الذين انتفضوا ضده!!!
ــــــــــــــــــــــ ترى هل نرى في قادم الشهور صوتا عاليا للمسألة الاجتماعية في خطاب النهضة ونصوصها، معبرا عن خط اجتماعي (هو موجود بالقوة لا بالفعل) يعدّل الكفة مع الخط اللبرالي المتأمرك المتوحش الذي سمعنا موقفه عاليا (لدى عديد القيادات النهضوية) كون الدولة الاجتماعية ولّى زمانها !!!
أم أن الأمر مجرّد انتدابات جديدة قادرة على مناكفة رموز الخطاب الاجتماعي بمفرداتهم، بعدما أصبح خطاب التوافق (بوسْ جلاّدك) غير قادر على اقناع حتى المروّجين له؟؟؟
عايدة بن كريّم
صديقي الأمين… أنت أنتروبولوجي وهذا يعني أنّ الإستخلاصات لا نتوصّل إليها فقط من “الخطاب” او من المصادر المكتوبة لأنها غالبا لا تعكس حقيقة أصحابها (محافطين أم إصلاحيين أم ثوريين..) ولكن تجميع معطيات من السير الذاتية و”الأفعال” أي الممارسة السياسية وهي بصدد الإشتغال يعني المواقف والتحوّلات و… بالملاحظة المباشرة والمعاينة تجعلنا نتوصّل إلى فهم المحرّكات والأهداف المعلنة وكذلك غير المكشوفة.
جلّ الفاعلين السياسيين في تونس استراتيجيتهم: المشاركة في السلطة لتحقيق رهاناتهم التي في أغلبها “شخصية” أو “حزبية” أو “عائلية”… أغلبنا يبحث على تعلّة لتبرير انخراطه في هذه “الجماعة” أو “تلك”… وكلّ واحد وقدرته على ترجمة ذلك ولعلّ محمد القوماني وبلقاسم حسن خانتهما اللغة. ما الذي يجعل لمين البوعزيزي “المناضل الاجتماعي” المعروف بمناهضته للمعولم والملبرل ينخرط في حزب حراك تونس الإرادة الذي وإن تبنى مقولات النضال الاجتماعي فهو حزب ليبرالي ممارسة وتوجّها؟ ما الذي يجعلك أنت الأمين البوعزيزي العروبي التقدّمي تنخرط في نفس الحزب الذي فيه قيادات معلوم أنها تشتغل لأجندات مُغايرة لما تشتغل عليه وتُناضل من أجله. حين تجيب على هذه الأسئلة سوف تجد التبريرات الكافية لما قام به القوماني وحسن. تحياتي مع المودّة والإحترام.
الأخت والصديقة العزيزة عائدة، مسرور لاهتمامك وتفاعلك، فقط وجب التوضيح: ما كتبته في خصوص الصديقين، الأستاذ القوماني والأستاذ بلقاسم حسن، ليس فيه ما يسيء لهما فقط طرحت فرضيتين واستبعدت الحفر في التفاصيل لأني اعتقد أنها تصل إلى ما اعتبره قد يسيئا ليهما…
لا اعتقد أن مقارنتك بين حزب الحراك وحزب النهضة وجيها… حزب منظم منذ عقود وحزب لم يعقد مؤتمره الأول بعد… حزب تأسس وتشكل زمن البيعة… وحزب يتشكل زمن الأفقي والانتفاضي والمواطني…
لا اعتقد أن التحاقي بالحراك فيه طموح سلطوي، فلو كنت كذلك لكان الامر منذ حكومة محمد الغنوشي الأولى شتاء 2011!!!
ولا أعتقد أني سأكون أكثر من مناضل قاعدي ما حييت أكنت متحزبا أم لا…
لا أعتقد أن تعليقك مرده الموضوعية هذه المرة، فلماذا خلط الأوراق، هل لك أن تثبتي كيف لحزب مواطني اجتماعي لبراليا محافظا؟؟؟
هل لك أن تثبتي عدم لبرالية حزب النهضة ؟؟؟
جميل أن يدافع المرء عن حزب أيا كان ولكنه ليس جميلا أن يتظاهر بحياد لا حياد فيه.
مع كل التقدير والمحبة.