بمناسبة الهجرية النبوية
بلغيث عون
حينما أقرأ هوية العرب الذين حملوا راية الإسلام في الجزيرة العربية أعرف:
أن العرب أمة قوية جدا وأنهم أصحاب ذوات وشخصيات يتعذر تقريبا إخضاعهم أولا لسلطة ثانيا واحدة. لم يكن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم أول من سعى لتوحيدهم بل حاول زعماء قبائل كبيرة في وسط الجزيرة لم شتاتهم دون جدوى. برأيي لا لأن العرب لا يحبون الوحدة والإنتظام تحت سلطة واحدة بل لأنهم مفرطون في الشعور بالحرية ويعلو كثيرا لديهم مفهوم الذات الذي تترجمه مفاهيم النخوة والشرف…
أن الذي أخضع العرب لسلطة واحدة ووحدة جامعة لن يكون إلا نبيا بدليل منطقي بسيط، قبل أن نمضي للدلائل الفلسفية والتاريخية على صدق النبوة. ما يؤكد ذلك أن وحدتهم انتهت أولا بموت النبي ص ثم أن عودتها مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه تؤكد هنا أيضا أن أبا بكر رجل استثنائي من قامة الأنبياء.
أن سر نجاح النبي ص (بقراءة وضعية) كونه لم يخضعهم إذلالا بل طوعا (إذن لم يخضعهم) ولم يكسر شوكتهم بل وجهها نحو أهداف جديدة ولم يدمر ذواتهم بل جعلها قاعدة للفعل في التاريخ.
أن الذين يريدون اليوم إعادة المجد للعرب في التاريخ بإذلالهم وقهرهم ومحو ذواتهم واهمون واهمون واهمون، وسيذكرون ما نقول لهم.