نور الدين الختروشي
ردود السيدين عبد اللطيف المكي وعبد الحميد الجلاصي على احد النصوص المستهدفة للشيخ راشد تحيل على ثلاثة حقائق مهمه وتتصل بمستقبل حركة النهضة :
1. طبيعة الكادر القيادي داخل حركة النهضة المختلفة تماما عن بقية المكونات الحزبية، حيث البطانه الاخلاقية (او التربوية بقاموس الاسلاميين) الصلبة في بناء الاطار القيادي داخل هذا الحزب ينعكس دورها الوظيفي في توفير المناخ النفسي والشعوري الانسب لادارة الاختلاف مهما كان موضوعه وبلغت حدته.
فطارد الذاتي والشخصي في المسار التربوي الذي يمر عليه المناضل الاسلامي يجعل من مسار تدرجه نحو المواقع القيادية هو نفسه مسار نكران ذاته وجاهزيته الاخلاقية العليا للتجرد والاخلاص للقيمه قبل الذات اولا، وقبل الاشخاص ثانيا، وقبل المغنم من الموقع ثالثا. ولعل خشية بعض قيادات النهضة بعد مؤتمرها العاشر من انفتاحها على الكفاءات الوطنية وادماجها في مؤسساتها المركزية مصدرها الاساسي هو الخوف من فقدان النهضة كحزب لصفتها الاساسية كحاضنه اخلاقية يمثل نسيان الذات فيها لحساب الموضوع نقطة تمايزها الاساسية على السائد في المنتظم الحزبي.
2. ان ما روجته وسائل الاعلام من قرب تشقق النهضة وانشقاقها هو تصعيد لرغبة المروجين، باكثر مما هو وارد وممكن في حالة النهضة اليوم رغم خطوط الضغط العالي التي يعاني من اثارها جسمها التنظيمي خاصة بعد مؤتمرها العاشر وما تمخض عنه من تحولات استراتيجية في الرؤية والمشروع والبرنامج وحوامله الاداتية والتنظيمية.
3. ان موقع وزعامة رئيس الحركة ليست مجال اختلاف فضلا على ان تكون مجال تنازع وما صدر في خصوص مؤسسة الرئاسة ليست استهدافا لزعامة الشيخ بل تمهيدا ناعما لمقاربة مغايرة لتجويد أداء المؤسسة في مرحلة ما بعد الشيخ.