.
على إثر حالة الفوضى التي حدثت بعد تهاطل الأمطار كلّ واحد منّا يوجّه إصبعه نحو الحكومة ونحو “الدولة” الراعية إلّي في تصوّرنا للدولة أنّنا حتى لمّا ندخل لبيت الراحة على الدولة أن توفّر لنا الكاغط…
علاش لا نوجّه إصبع الإتهام نحو ذواتنا… شكون وضع “الزبلة” موش في المكان المخصّص حتى انسدّت المجاري؟ شكون ما قامش بخدمتو وما عملش صيانة للمجاري وهو يُخلص من فلوس الشعب باش يقوم بالمهمّة هذه؟ شكون غشّ في السلعة وحطّ التراب أكثر من السيمان؟ شكون أعطى الرشوة وشكون خذاها؟ شكون بعث تقرير حطّ فيه “مريغل” بينما الأمور متّخذة؟ شكون حرق الضوء وعطّل حركة المرور؟ شكون مشى في الاتجاه الممنوع ومنع السيارات القادمة من الإتجاه المعاكس باش تمرّ؟ شكون ما توقّفش كيف شرطي المرور قال له قف باش يتعدّى المترو وتعطّلت الحركة لأنّ سيارته جات فوق سكّة المترو بالضبط؟
.
أنا وأنت وهم نتحمّل جزء كبير من المسئولية بسلوكنا الأناني وانعدام الأمانة والبحث على الربح السريع وقلّة حبّنا لتونس… ربّة البيت والمهندس والزبّال والبنّاي والمقاول ورئيس المصلحة في وزارة التجهيز هؤلاء يتحمّلون المسئولية بشكل مباشر في الوضع الكارثي الذي آلت إليه البلاد… والمُعلّم والأستاذ وإمام الجمعة يتحمّلون مشئولية ما آلت إليه أخلاقنا وسلوكنا وانعدام شعورنا بالمواطنة… أمّا الوزير وكاتب الدولة موش خدمته باش يسرّح المجاري… هو يجعلوش يدافع على مصلحة حزبه داخل الحكومة ويأخذ الحدّ الأقصى من الإمتيازات العينية.
_____
نحبّو بلادنا تتصلّح نعمّلو على رواحنا… النوّاب والوزراء وكتّاب الدولة والرؤساء المدراء العامين ورؤساء الأحزاب خبزهم مخبوز وزيتهم في الكوز لا يركبوا مترو ولا كار صفراء ولا يسكنوا على حاشية الواد. نعيش زمن موت الدولة… توجد فقط لوبيات وعائلات مافيوزية وقطّاع طرق تدوّر في الكعكة بيناتها. ونفس الفوضى الموجودة في الشارع وفي السوق موجودة داخل مؤسّسات الدولة وداخل مؤسّسات الأحزاب وداخل قصر قرطاج. يومكم وطن… ما عنده كان ربّي وأحنا.