الحبيب بوعجيلة
.
في تفاعل مع تدوينة موجعة خطها الشاعر العزيز Bahri Arfaoui حول ما أسماه بتبريد الثقافة في الساحة الطلابية… أقول… فعلا أيها الصديق… في زمن صخب الراب وبلادة الفذلكة الفايسبوكية حيث كفت “الثورة” عن انتاج فنونها… كم تحن الروح حقا الى زمان جامعتنا المحررة حين كانت التيارات الطلابية تتنافس في انتاج ألوانها الموسيقية والشعرية فكانت “خيوط الشمس” و”كل النوارس عادت” و”يا حجل طليت مالعلالي”… و”شيد قصورك”… كم تحن الحناجر المبحوحة الى المدارج الصادحة في منوبة والمركب بأصوات آدم فتحي وأولاد حمد وبحري العرفاوي و و و… كل يغني لآماله… هذا زمان الشد فاشتدي… هناك كانت تُنحت الارادة وتختلط رقة الموسيقى مع شراسة الكلمة وصرامة الايديولوجيا قبل أن يغزونا الفراغ وتصغر الأحلام وتضمر الاهتمامات في “تدريبات” حوانيت التنمية البشرية وصناديق “الجمعيات المُعولمة” في فنادق تدجين الشبيبة وتعليب طموحاتهم بدروس “الانتقال الديمقراطي” لينتهوا “أدمينات” لصفحات الزعماء و”فانات” لنجوم المثرثرين… هل ذهب زماننا الى غير رجعة يا صديقي… ليته ذهب الى شواطئ التحقيق لا الى واحات الاستلاب والارتخاء…