لكل المؤيّدون للإنقلاب، لعبيد العسكر والاستبداد… الى عرّابي الانقلابات، إلى الذين يعشقون لعق الحذاء العسكرى (“البرودكان” باللغة التونسية و”البيادة” باللغة المصرية)…
إلى الطابور الخامس من القومجيون الذين ثبت مرة أخرى وجودهم خارج التاريخ وخارج الجغرافيا.
باسمي وباسم كل رافضي الانقلاب كمنهج للتغيير نقول…
“اضحكتمونا لساعتين من الزمن 😃”.. لقد كانت سهرة ممتعة ❤ ليلة محاولة الإنقلاب”
طيب رجب اردوغان هو ظاهرة وفلسفة وفكرة ومشروع وليس مجرد رئيس أو حاكم، وشعبه الذي أفشل انقلابا دبّر بليل وحبس أنفاس العالم كان صنيعة نخبة آمنت به.
شعب حقّق المعجزات ووضع الغرب بأسره في مأزق، فما كان بالأمس ممكن أصبح اليوم أضغاث أحلام، فما عاد للغرب التحكم في الشعوب من خلال جوقة العملاء والمرتزقة الموالين له في الداخل.. فأنّى له ذلك والشعب التركي هو الذي حمى ديمقراطيته وأثبت نضجه وجاهزيّته. تصدّى للدبابات لم يهاب الطلقات ولا الطلعات، وما هي إلأ ساعات إلا والشعب يعطي دروسا للعالم بأسره والكلّ يشارك في دحر الإنقلاب.
حزب الشعب التركي العلماني الأتاتوركي الاشتراكي أو تركيا الكمالية نسبة لمؤسس الحزب مصطفى كمال العلماني حد النخاع وحزب الشعوب الديمقراطي اليساري رفضوا المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، في المقابل سياسيّينا العاجزون أوالفاسدون أوالمرضى الحاقدون أو المرتهنون لأجندات خارجيّة، ونخبتنا الساقطة المتعالية الانتهازيّة الإستئصاليّة الفاقدة لأيّ قيم (قيم الحرية والعدالة والديمقراطية) أو الفاقدة لأيّ انتماء.. رحّبوا ورقصوا وهللوا على مدار ساعتين لهذا الإجرام.
لكن هيهات هيهات فإرادة الشعب التركي العميق في تديّنه والأصيل في مجده وتاريخه والّذي تذوّق لعقد من الزمن معاني الحرية والعدالة والتنمية المستدامة انتصر على الانقلاب وأفشل مخطّط القضاء على الربيع العربي بأسره.
ما حصل في تركيا أسقط القناع مرة أخرى على جزء واسع من النخب التونسية التي تدعي الحداثة وأثبت أن هذه النخب الغارقة في أتون العنف والرجعية لاتزال تعيش في عشريتي الستينان والسبعينات وأن علاقتها بالديمقراطية والحرية لا تتجاوز مجرّد شعارات للتّسويق والدعية السياسيّة.
في النهاية أقول كما قيل “بشار استعان بالدبابات على شعبه وأردوغان استعان بشعبه على الدبابات” وهذا هو الفرق “إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد”.
قال تعالى “لاَ يحيقُ المكْرُ السَيّءُ إلّا بأهلهِ”. وقال الفاروق عمر بن الخطاب لإبن العاص: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟.”
يسقط الإنقلاب والخزي كل الخزي والذل كل الذل لأعداء الحرية وعبيد العسكر.